هاتاي
عبدالله البشير
23 اغسطس 2024
يعاني أكثر من 200 طفل من التهاب الكبد الوبائي في مخيم خان دنون للاجئين الفلسطينيين في ريف دمشق، بحسب “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية”، في تقرير صدر عنها مساء أمس الأربعاء، في ظل تراجع مستوى الخدمات الطبية داخل المخيم، كما باقي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين. ويوضح مدير مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية، فايز أبو عيد، في حديثه لـ “العربي الجديد“، أن الواقع الطبي للاجئين الفلسطينيين انحدر نحو الأسوأ بسبب الأحداث التي اندلعت في سورية منذ مارس/ آذار 2011. يضيف أن الحرب انعكست سلباً على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في كل المجالات، الاقتصادية والتعليمية والمعيشية، وكان أخطرها على المستوى الصحي.
ويبين أبو عيد أن معاناة اللاجئين الفلسطينيين في سورية زادت مع ارتفاع أسعار الأدوية وانقطاعها من الأسواق، في ظل تراجع دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”. ويضيف: “تفتقر المخيمات الفلسطينية إلى المراكز الصحية والنقاط الطبية وسيارات الإسعاف والطوارئ، ناهيك عن غلاء أسعار المعاينات الطبية والعمليات الجراحية في المستشفيات، ما يزيد من معاناة اللاجئين”. ويقول أبو عيد إن التقارير “تشير إلى أن هذه المناشدات تأتي في ظل تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للاجئين الفلسطينيين في سورية خلال الفترة الماضية، إذ يعاني أكثر من 91% منهم فقراً مدقعاً، بينما يعيش 40% حالة نزوح مطولة بعد تدمير مساكنهم خلال الحرب السورية”.
ويطلق محلياً تسمية أبو صفار على مرض التهاب الكبد الوبائي من النوع “أ”. ويوضح الطبيب محمد الصالح، الحاصل على دكتوراه في الصحة العامة الدولية، في حديثه لـ “العربي الجديد”، أن “التهاب الكبد هو مصطلح يشير إلى مجموعة من الحالات المرضية التي ينتج عنها حدوث التهاب في الكبد”. يتابع: “تنتقل العدوى بفيروس التهاب الكبد أ عن طريق تناول الأطعمة والمياه الملوّثة أو المخالطة المباشرة لشخص مصاب بالعدوى”.
ويضيف أن معظم المرضى يتعافون تماماً، ويكتسبون مناعة ضده طوال العمر، إلّا أنّ نسبة قليلة جداً من الحالات قد تصل إلى الوفاة بسبب التهاب الكبد الخاطف (الصاعق). والأخير هو التهاب الكبد الشديد المترافق مع وجود علامات فشل الكبد. ويمكن أن يحدث عند الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد أ، لكن تزداد فرصة حدوثه عند الأشخاص المصابين بالتهاب الكبد ب، ولا سيما عند وجود إصابة بالتهاب الكبد د أيضاً. ويقول: “يرتبط خطر الإصابة بالعدوى بالتهاب الكبد أ بنقص المياه المأمونة وتردي مستوى الإصحاح والنظافة العامة (كالأيدي المتسخة والملوثة)”. ويكشف أن اللقاح المأمون والناجع لالتهاب الكبد الوبائي من نوع أ غير متوفر في سورية.
ولا تظهر أعراض فيروس التهاب الكبد أ عادةً إلا بعدما تكون قد أُصبت بالفيروس منذ بضعة أسابيع. غير أن الأعراض لا تظهر على جميع الأشخاص الذين يصابون به. وفي حال ظهرت الأعراض، يمكن أن تشمل: إرهاقاً وضعفاً غير معتاد، الغثيان والقيء والإسهال المفاجئ، الإحساس بألم أو عدم راحة في البطن خاصة في الجزء العلوي الأيمن تحت الأضلاع السفلية، والذي يكون أعلى الكبد، براز شاحب أو رمادي اللون، فقدان الشهية، الحمى الخفيفة، البول الداكن، ألم المفاصل، اصفرار الجلد وبياض العينين (اليرقان)، الحكة الشديدة.
ويقول فيصل السالم، من سكان المخيم ولديه طفلان مصابان بالمرض، لـ “العربي الجديد”: “الطبيب أخبرني أن الإضاءة يجب أن تكون مستمرة في الليل حتى وقت النوم، والأدوية هي مسكنات فقط. نعاني معهما في الوقت الحالي وسعر الأدوية مرتفع”. يضيف: “الطفل الأكبر عمره 9 سنوات والثاني 6 سنوات، لا أعلم سبب الإصابة، لكنهما حالياً لا يقويان على السير أيضاً. نناشد الجهات الفلسطينية وأونروا تأمين العلاج لنا”. ويشار إلى أن مخيم خان دنون للاجئين الفلسطينيين يقع في محافظة ريف دمشق، وقد أنشأ عام 1950 بعد النكبة الفلسطينية، ويقع قرب الطريق السريع الواصل بين محافظتي دمشق ودرعا.