ست قامات شعرية من فلسطينيي سورية: كتبوا قصائدهم علی أوتار الوطن ورسموا بأشعارهم درب العودة لفلسطين

فايز أبوعيد – بيت فلطين لثقافة

ستة شعراء من فلسطينيي سورية أثروا الشعر العربي وأثّروا به وتركوا بصماتهم في نصرة القضية الفلسطينية، فكانت إبداعاتهم الأدبية تُحيي الأمل، وتشحذ النفوس والهمم، ولامسوا بشعرهم وقصائدهم جُرح فلسطين، واستطاعوا الوصول ‏إلى الوجدان الجمعي العربي والفلسطيني والتعبير عن هذا الوجدان بأدق الأحاسيس.‏

ستة شعراء احتفى بهم من أجل هذا بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة ومنح كلاً منهم لقب (شاعر العودة)، هذا المشروع الذي وُلدت تجربتهُ في مُخيَّم اليرموك بدمشق في أواخر عام 2011م، من هناك انطلق بيت فلسطين للشعر مُحاولاً أنْ يُحاكي تجارب شعريّة عربيّة ولكن بخصوصيّة القضية ووهج روحِها، من هُناك ابتدأ المشوارُ وتواصلتْ حلقاتُهُ حتى اليوم دونَ انقطاع، تجاوز بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة أمواجَ الشَّتات التي حلَّت بشعراء فلسطين جرّاء الحرب التي اندلعت في سورية،  حيث فرَّقتهم وَأعادت الحقائب إلى أيديهم في رحلة لجوء تشابهت مع النكبات والنكسات، ولمْ ينجُ مِنها بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة مؤسسةً وأفراداً .

عبد الكريم الكرمي:

ولد الشاعر الفلسطيني عبد الكريم الكرمي في طولكرم واختلفت المصادر في تاريخ ميلاده، والأرجح أنه في عام 1909 وفق ما ذهبت إليه الدكتورة غادة بيلو، وتوفي في نيويورك عام 1980 لكنه أصر على ولده أن يدفنه في مكان هجرته في دمشق قريباً من فلسطين. أنهى دراسته الثانوية والجامعية في دمشق، ثم عاد إلى فلسطين ليعمل مدرساً في المدرسة الرشيدية.

أقالته حكومة الاستعمار البريطاني بعد نشر قصيدته «جبل المكبر» التي هاجم فيها بريطانيا وشبّه قصر المندوب السامي بسجن الباستيل. انتقل ليعمل في إذاعة فلسطين، ومارس مهنة المحاماة في حيفا، وغادرها بعد النكبة إلى دمشق، ليعمل في الإذاعة السورية، وكافح من أجل القضية الفلسطينية أكثر من نصف قرن. لُقِّب «زيتونة فلسطين»، ونال جائزة اللوتس للشعر عام 1978، ومن أهم دواوينه الشعرية: (من فلسطين ريشتي)، (أغنيات بلادي)، (المشرد.)

والكرمي من شعراء فلسطين المخضرمين الذين عاشوا حياتهم الأدبية قبل النكبة وبعدها، وهو أحد أعمدة الشعر الفلسطيني الثلاثة قبل النكبة، إذ قاد مع إبراهيم طوقان وعبد الرحيم محمود تياراً جديداً في الشعر الفلسطيني، ما زالت تردداته حتى يومنا هذا. ويعدّ جيل الشعر الفلسطيني في الستينيات السبعينيات، في الداخل والخارج، سائراً على دربه، كما اعترف كثير من شعراء هذا الجيل.

كانت جلّ قصائده عن فلسطين: الخيمة والتشرّد والعودة، ومن أهم قصائده وأجملها قصيدته الشهيرة «سنعود» التي اختيرت في مشروع قصيدة العودة، والتي تعدّ بحسب ما قاله الكاتب علي الرشيد في مقال نشرته جريدة الشرق القطرية “من أرقّ وأرقى ما كتبه الكرمي شعراً وأكثره عذوبة، عبّر فيها عن حبّ المتيم لأرضه وشوق الملتاع للعودة إلى مرابع الأهل ومدارج الصبا، بكل ما يختزنه القلب من ذكريات جميلة وما يعتلج في الصدر من آهات مكلومة، وبنبرة لا تخلو من الثقة الأكيدة باللقاء”.

له الدواوين والكتب التالية: أغنيات بلادي – شعر- طبع عام 1959، المشرد – شعر- عام 1949، أغاني الأطفال – شعر- عام 1964، كفاح عرب فلسطين –عام 1964، أحمد شاكر الكرمي عام 1964، من فلسطين ريشتي – شعر- عام 1971، الشيخ سعيد الكرمي – سيرته العلمية والسياسية نثر – طبع عام 1973، ديوان أبو سلمى – الأعمال الكاملة.

حسن البحيري:

وُلد الشاعر حسن البحيري في وادي النسناس؛ أحد أودية جبل الكرمل، في مدينة حيفا عام 1921، ورغم اليُتم الذي عاشه، ظلّ الشّاعر متمسكاً بأمله في أن يحتضن القلم والدّفتر حتى ولو كان ذلك من خلف أسوار المدرسة التي حُرِمها في ما بعد.

عندما كان حسن في الصف الرابع الابتدائي توفي زوج أمه مما اضطره لترك تعليمه ليعيل نفسه وأمه وإخوته، فعمل في محطة سكة حديد حيفا عام 1933، وهي المحطة الشرقية بالقرب من حي وادي الصليب. عمل حسن في تنظيف القطارات ثم في دائرة التوظيف التابعة لمصلحة القطار وأتاح له هذا العمل التردد على مصر ومقابلة بعض الأدباء المصريين.

بعد تهجيره وعائلته من حيفا عام 1948، عمل مراقبًا للقسم الأدبي في إذاعة دمشق، ثم رئيسًا لدائرة البرامج الثقافية في المديرية العامة للإذاعة والتلفزيون حتى تقاعده.

أصدر البحيري في حيفا قبل بلوغه السابعة والعشرين من عمره ثلاثة دواوين شعرية هي: (أفراح الربيع) و(ابتسام الضحى) و(الأصائل والأسحار)، ذلك رغم الظروف القاسية التي عاشها، فقد كانت مدينة حيفا بسهولها وجبالها هي محضن الحب الذي لجأ إليه الشاعر.

لم ينزو الشاعر في مهجره بدمشق يبكي على وطنه الضائع ومدينته المغتصبة، بل كان الوطن المحور الأساسي في معظم قصائده التي امتدت خمسة عقود كاملة منذ النكبة وحتى وفاته في عام 1998.

أصدر الشاعر حسن البحيري خمسة عشر ديواناً شعرياً بالإضافة إلى رواية (رجاء) التي كتبها قبل النكبة، وطبعها قبل عدة سنوات من وفاته 1990. كذلك فإنه ترجم بعض القصص عن الإنجليزية منها (الأمير السعيد وقصص أخرى) لأوسكار وايلد، مطبوع، و(الدوري مقطوع اللسان) , مخطوط,  إضافة إلى عدد من المخطوطات، ودواوينه الشعرية هي : الأصائل والأسحار 1943، أفراح الربيع 1944، ابتسام الضحى 1946، حيفا في سواد العيون 1973، لفلسطين أغني 1979، ظلال الجمال 1981، الأنهر الظمأى 1982، تبارك الرحمن 1983، جنة الورد 1989، رسالة في عيد 1990، لعيني بلادي 1993، سأرجع 1994، ألوان 1995، دعابة بين الجد والهزل 1996، خمرة الشعر 1997.

محمود مفلح:

“محمود حسين مفلح” شاعر وأديب فلسطيني. ولد عام 1943 في بلدة سمخ على ضفاف بلدة طبرية بفلسطين. في عام 1948 حلت النكبة بفلسطين فهاجر مع أسرته إلى سورية، واستقر في مدينة درعا. درس المراحل التعليمية الأولى في مدارس مدينة درعا. ودرس شهادة أهلية التعليم الابتدائي في مدينة السويداء، كما درس اللغة العربية في جامعة دمشق، ونال إجازتها عام 1967، عمل في المملكة العربية السعودية في مجال التربية والتعليم، ثم عمل موجهاً تربوياً لمادة اللغة العربية، كتب القصيدة، والقصة القصيرة، والمقالة، ومارس النقد الأدبي، له العديد من المقالات والقصائد والقصص، نشرت في معظم المجلات الأدبية العربية.

هو عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية، وعضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين، وعضو اتحاد الكتاب العرب بدمشق.

محمود مفلح شاعر متمكن من فنه وذو تجربة أدبية طويلة، والقارئ لمجموعات المفلح الشعرية وكتاباته القصصية يشعر بمدى المأساة التي حلت وما زالت بالشعب الفلسطيني، فشعر مفلح أصبح مرآة تنعكس فيها ملامح الوجع والهم الفلسطيني وتستعرض المعاناة الفلسطينية المستمرة، وسيطرت على أشعاره صورة الخيمة والمنفى، وهاجس العودة، فرغم التشرد، وألم الغربة، وضيق العيش، فالشاعر متعلق بأرضه، ومتمسك بها، ويعشق ترابها.

 من مؤلفاته، مذكرات شهيد فلسطيني (ديوان شعر) نشر عام 1976م في دمشق، المرايا (ديوان شعر) نشر عام 1979 في بيروت، الراية (ديوان شعر) نشر عام 1983م في عمّان، حكاية الشال الفلسطيني (ديوان شعر) نشر عام 1984م، في الرياض بالمملكة العربية السعودية، شموخاً أيتها المآذن (ديوان شعر) نشر عام 1987م في عمان بالمملكة الأردنية الهاشمية، البرتقال ليس يافويًّا (ديوان شعر) نشر في الرياض بالمملكة العربية السعودية، إنها الصحوة.. إنها الصحوة (ديوان شعر) نشر عام 1408ه 1988م في المنصورة في جمهورية مصر العربية، نقوش إسلامية على الحجر الفلسطيني (ديوان شعر) نشر عام 1991م في المنصورة، لأنك مسلم (ديوان شعر) نشر عام 1415ه 1995م في المنصورة،  فضاء الكلمات (ديوان شعر) نشر عام 1987م في الرباط بالمملكة المغربية، المرفأ (مجموعة قصصية) نشر عام 1977م في دمشق، القارب (مجموعة قصصية) نشر عام 1979 في بيروت، إنهم لا يطرقون الأبواب (مجموعة قصصية) نشر عام 1405ه 1985م في الرياض بالمملكة العربية السعودية، ذلك الصباح الحزين (مجموعة قصصية) نشرت بالرياض في المملكة العربية السعودية، غرد يا شبل الإسلام (أناشيد للأطفال) نشر عام 1991م في عمّان، قراءات في الشعر السعودي المعاصر، لا تهدموا البرج الأخير (مجموعة شعرية 2016 م)..

إياد حياتله:

الشاعر إياد عاطف حياتله من مواليد العام 1960 في مخيّم العائدين في حمص، من أسرة هجّرت من قرية الشجرة قضاء طبريا، ثمّ انتقل مع عائلته إلى مخيّم اليرموك بدمشق عام 1966، واليوم يقيم في مدينة غلاسكو – إسكتلندا

بدأ كتابة الشعر الفصيح مبكراً، ونشر بعضه في المجلاّت في نهاية ثمانينيات وبداية تسعينيات القرن الماضي (مجلّة الهدف ـ الكاتب الفلسطيني ـ الوحدة) وشارك في أمسيات شعريّة كثيرة في دمشق مثل ملتقى أبو سلمى للشعراء الشباب الذي نظّمه الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد عام 1988 في دمشق، وأيضا في أمسيات شعرية في صنعاء أثناء عمله هناك في 1992-1993

يطغى الهم الفلسطيني بشكل على قصائده، التي استخدم فيها مفردات للتعبير عن هموم الغربة وحق العودة وقضية اللاجئين، كما كتب الحياتلة الشعر الشعبي والزجل بأشكاله المختلفة وله عدد من الأناشيد المغنّاة في فلسطين، وله مجموعة شعرية قيد الطبع تحتوي على أربعين قصيدة بعنوان (هذا المخيّم ضحكتي)، أصدر مؤخرا مجموعة شعرية تحتوي على قصائد له مترجمة إلى الإنكليزية بعنوان (خارج كل مقياس) Beyond all measure

الشاعر الحياتلة عضو نشيط في (القلم الإسكوتلندي) Scottish PEN وأيضا في رابطة (فنّانون في المنفى) Artists in Exile Glasgow ، يشارك بكثافة في النشاطات الثقافية والأمسيات الشعرية في العديد من المدن الإسكوتلندية ومدن إيرلندا الشمالية مثل مهرجان أدنبرة الدولي للكتاب، كما أنه يشارك مع شعراء إسكوتلنديين وإنكليز بورشات ترجمة لقصائد من اللغة العربية وإليها, وقد ترجم عدة قصائد من الإنكليزية إلى العربية، ويقود ورشات عمل شعريّة في المدارس والمجتمعات المحليّة بطلب من مكتبة الشعر الإسكوتلندية ومنظمة أوكسفام.

أحمد مفلح:

ولد الشاعر أحمد حسين مفلح في بلدة (سمخ) على ضفاف بحيرة طبريا في فلسطين عام 1940 في 19/نيسان ــ أبريل. ترعرع في أحضان طبيعة ساحرة أنجبت عدداً مهماً من الشعراء والأدباء منهم يحيى يخلف وفواز عيد وصالح هواري ومحمود مفلح وعدنان عمامة.

بدأ رحلته مع الشعر في سن الخامسة عشرة من عمره، إذ ألقى بيتاً شعرياً واحداً حينها، ثم تدرج في كتابة القصيدة وبدأ بنظم الشعر الوجداني الذي يتماهى مع الطبيعة والوطن متخذاً من شعر التفعيلة قافية له وهو في الصف التاسع الإعدادي.

بدأ الحس الشعري عند الشاعر أحمد مفلح ينضج ويلتهب بمشاعر جياشة ووطنية عندما انطلقت الثورة الفلسطينية عام 1965م فواكبها بكل تفصيلاتها وأخذ ينشر شعره الوطني في الصحف والمجلات ويشارك بالأمسيات الشعرية مع كبار شعراء سورية مثل: علي الجندي وممدوح عدوان ونزيه أبو عفش وحسن البحيري، وكان للعمل الفدائي والكفاح المسلح الفلسطيني تأثيره القوي على الشاعر أحمد مفلح مما جعل جواد الشعر لديه ينطلق ويتدفق قلمه سيالاً، فكتب قصيدة بعنوان (أحبائي) استلهم أبياتها من عملية ترشيحا الفدائية.

تأثر أحمد مفلح بالأحداث الجسام كالنكبة والنكسة والشتات مما زاد من معاناته ففجرت الطاقات الكامنة لديه وانعكست بشكل إيجابي في نظمه للشعر لأنه –  وبحسب قوله – “لا يمكن للمكان أن يحبس الشاعر بين جدرانه فهو منطلق دائماً ولا يمكن للشاعر أن يشعر بالعجز فهو صاحب رسالة سامية وعليه أن يشق طريقه في هذا الخضم” , وهذا ما انعكس بشكل جليّ في قصائده الشعرية التي كتبها مثل(قناديل طبرية) و(عراف الشريعة) و(الضفاف) و(اغتيال القمر الفلسطيني) و(حبيبتي بيسان)، و(شمس الانتفاضة) و(يا عيون الجليل) ، و(عشاق الكرمل والجولان) فقد حملت بصمات القضية بكل أبعادها وتطوراتها كحصار غزة وقصفها، والانتفاضة والأسرى والأنفاق وقوافل كسر الحصار، كما حملت الألم والوجع من خلال استخدام مفردات خاصة بالقضية الفلسطينية والشوق والحنين إلى الوطن.

كل مجموعة شعرية جديدة له كانت تشكل لبنة أساسية في البناء الشعري والنفسي لا غنى عنها، فهو لا ينظم شعراً للتسلية، بل يرسّخ قيماً ومفاهيم مقاومة تصارع العدو الذي يحاول طمس هوية الشعب الفلسطيني، وكل كلمة كتبها وضع نصب عينيه العدو الصهيوني والجهل والمرض، وهو في خضم التحدي يزرع الأمل ويتمسك بالقيم الأساسية، ففي حنايا كل قصيدة كتبها ترى طبريا وحيفا والقدس والكرمل والطور والطابور والبحيرة والأنهار … وكذلك التصدي لمشاريع التصفية التي بدأت تتساقط أمام صلابة الشعب الفلسطيني.

الشاعر عند أحمد مفلح يسابق الحدث نحو المستقبل وهو معاناة إلى حد النزف، لذلك كان لكلمات قصائده وقع خاص فقد أدت إلى أن يكرم عدة مرات فنال الجائزة الأولى لمسابقة اتحاد الكتاب العرب في مجلة الموقف الأدبي عن قصيدته (دمي زهرة برتقال)، كما فازت مجموعته الشعرية الأولى (قناديل طبريا)، بالجائزة الثانية للشعر الفلسطيني، جامعة الدول العربية قسم الثقافة والعلوم.

يوسف محمود الخطيب:

ولد يوسف الخطيب في بلدة (دورا) قضاء مدينة الخليل الفلسطينية عام 1931 فتلقى تعليمه الابتدائي في مدارسها، ثم انتقل ليكمل دراسته الثانوية في مدينة الخليل، ثم عمل بعدها لفترة قصيرة في إحدى الصحف المحلية في الأردن قبل أن يتوجه إلى دمشق عام 1951 حيث التحق بكلية الحقوق بالجامعة السورية وتخرج فيها عام 1955 بإجازة في الحقوق، ودبلوم اختصاص في الحقوق العامة. وأثناء دراسته الجامعية انتسب يوسف الخطيب إلى حزب البعث العربي الاشتراكي.

في سنة 1955 قام طلبة الجامعة السورية بإصدار أول ديوان من شعره بعنوان (العيون الظماء للنور)، وهو عنوان القصيدة التي فاز بها بالجائزة الأولى في مسابقة مجلة الآداب والتي نظمت على مستوى الوطن العربي آنذاك. عمل في الإذاعة الأردنية حتى عام 1957، ثم غادر الأردن عقب أزمة حكومة سليمان النابلسي والتحق بالعمل في الإذاعة السورية. وفي هذه الفترة أصدر ديوانه الثاني بعنوان (عائدون) عام 1959.

إثر ملاحقة البعثيين إبان الوحدة السورية المصرية، لجأ إلى بيروت، ومنها إلى هولندا حيث عمل في القسم العربي في إذاعة هولندا العالمية. لكنه عاد إلى العراق إثر ثورة الثامن من شباط ومنها إلى سوريا حيث استقر فيها بشكل نهائي.

بعد فترة وجيزة من عودته أصدر ديوانه الثالث بعنوان (واحدة الجحيم) عام 1964، وفي عام 1965 تولى منصب المدير العام للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون. لكنه تخلى عن الوظيفة الحكومية نهائياً عام 1966، ليؤسس دار فلسطين للثقافة والإعلام والفنون والتي أصدر عنها عدداً من المطبوعات، أهمها إصداره للمذكرة الفلسطينية ما بين الأعوام 1967- 1976.

وفي العام الذي ترك فيه الخطيب العمل الحكومي، شارك في أعمال الهيئة التأسيسية (لاتحاد الكتاب العرب) في سوريا، وأسهم في وضع نظامه الأساسي والداخلي. وفي عام 1968 اختير بإجماع القوى والفعاليات الوطنية الفلسطينية، عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني (عن المستقلين)، كما شارك في المؤتمر العام التأسيسي (لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين المنعقد في بيروت) إذ انتُخب لنيابة الأمانة العامة للاتحاد.

في عام 1988 نشر يوسف الخطيب ديوانين اثنين، أحدهما بعنوان (بالشام أهلي والهوى بغداد) والآخر بعنوان (رأيت الله في غزة) وهما آخر ما صدر للشاعر من دواوين مكتوبة. تجدر الإشارة هنا إلى أن الشاعر أصدر سنة 1983 أول ديوان سمعي في الوطن العربي على أربعة أشرطة كاسيت تحت عنوان (مجنون فلسطين).

إن بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة تأسس عام 2009م، والذي يهدف إلى تعزيز حضور المضامين الأخلاقية والوطنية في الأوساط الثقافية، والقيام بربط الأجيال بدور الشعر الهادف ومكانته الثقافية والوطنية، كرم هذه القامات شعرية باسقة من خلال اختيارهم شعراء للعودة، لأنهم حملوا هموم الشعب الفلسطيني بصدق وعفوية فأبدعوا قصائد من الصعب أن تمحى من ذاكرة الأجيال القادمة؛ لأن عناوين مجموعاتهم الشعرية ومضامينها تذكرنا بفلسطين ونكبتها وبحق العودة إليها مهما طال الزمن.

الرابط المختصر: https://fayzaboeed.com/rmw5

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top