فايز أبو عيد
في القلب تنبض غزة، كقصيدة صامدة في وجه الرياح العاتية، أرضها الطاهرة مغمورة بدماء الشهداء وعرق الصامدين. الصابرين المحتسبين، شوارعها منازلها ترو قصص البطولة، وأزقتها تردد أصداء الأمل بنصر آت لا محالة.
غزة، يا جوهرة البحر المتوسط، كم من الأحلام حُبست خلف جدرانك؟ وكم من الآمال تنتظر الانعتاق من قيود الحرب والمجازر والقصف القاتل والحصار الخانق؟
أطفالك يرسمون يحلمون بغد أفضل ويرسمون مستقبله بألوان قوس قزح، رغم المأساة وسواد الدخان الذي يغطي سماءك، نساؤك يغزلن ثوب الصبر وعبق الذكريات ورائحة الوطن الجميل من خيوط الألم، ورجالك يبنون صروح العزة والفخار من ركام البيوت المهدمة.
يا غزة يا وجع القلب، أنت الجرح النازف في جسد هذه الأمة، والصرخة المدوية في ضمير الإنسانية، تعلمينا كل يوم دروساً في الصمود والإرادة، وتذكريننا بأن الحرية وتحرير الأرض ليست هبة تُمنح، بل حق يُنتزع بالقوة.
مهما طال ظلام الليل فلا بد له أن ينجلي، ويأتي بعده فجر الحرية لا محالة، وستظلين يا غزة العزة، رمزاً للكرامة، ومنارة للأمل، وقبلة للأحرار في كل أصقاع العالم.
غزة كم تحملين في طياتك من قصص وحكايات!
رمالك الذهبية تحتضن أحلام الصغار، وأمواجك الهادرة تحمل همس الكبار، في كل زاوية من زواياك نبض حياة لا يتوقف، وفي كل شارع وحارة منك حكاية صمود تُروى.
يا غزة، أنت قلب ينبض بالحياة رغم قسوة الظروف وكل ما تتعرضين له من دمار وحصار وابادة جماعية، فقلوب أهلك أوسع من البحر الذي يحتضنك. وجوههم المبتسمة تخفي خلفها آلامًا عميقة، لكنها تعكس أيضًا إرادة لا تلين.
غزة، يا لؤلؤة فلسطين، ستظلين شامخة كنخيلك، صامدة أبية، ونبراساً للأمل، ورمزاً للصمود والمحبة، متجددة كأمواج بحرك، فأنت لست مجرد أرض، بل أنت روح لا تنكسر، وحلم لا يموت.