فايز أبو عيد – مجموعة العمل
اثنان من أحفاد الشهيد فؤاد خالد أبو عيد الذي دافع عن تراب سورية واستشهد في بيت جن التابعة لمدينة القنيطرة عام 1973 دفاعاً عن فلسطين وسورية، يستشهدان تحت التعذيب في سجون النظام السوري.
الشهيد فؤاد أبوعيد من قرية الجاعونة في فلسطين لجأ أبائه إلى محافظة درعا جنوب سورية، ومن ثم انتقلوا للعيش في مخيم اليرموك جنوب دمشق، ضُرب المثل بشجاعته وإقدامه ونخوته، تطوع هو وعدد من الفدائيين الفلسطينيين في كتيبة الاستطلاع السوري لتنفيذ عمليات داخل فلسطين المحتلة، عندما اندلعت حرب تشرين كان أول من لبى نداء الوطن فهرع للالتحاق بقطعته ليغادر بعدها إلى القنيطرة للدفاع عنها ، وهناك كانت المعركة على أشدها علقت عجلات سيارة الجيش التي يستقلها مع 30 عسكرياً في الوحل فبادر إلى جرها ولم يرضى أن يركب بها حتى سارت بأمان، وفي هذه الأثناء باغته صاروخ حول جسده إلى أشلاء، ولم يعثر إلا على السلسلة الرقمية التي كان يضعها حول رقبته، فكافأه النظام السوري بأن اعتقل أثنين من أحفاده بتهم واهية وعذبهم حتى الموت.
قصة الجد والأحفاد هذه هي واحدة من آلاف القصص التي تعرض لها المعتقلين في السجون السورية والسجون العربية، التي تتجاوز كل القيم الانسانية والاخلاقية والأعراف والقوانين الدولية في تعاملها مع المعتقلين، فالمادة الخامسة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تقول: “لا يعُرض أي إنسان للتعذيب ولا للعقوبات أو المعاملات القاسية أو الوحشية أو الحاطة بالكرامة” وكذلك فإن المادة الثامنة من الإعلان نفسه تقول بأن “لكل شخص الحق في أن يلجأ إلى المحاكم الوطنية لإنصافه عن أعمال فيها اعتداء على الحقوق الأساسية التي يمنحها له القانون”. إذاً فالنص القانوني بشأن التعذيب واضح لا لبس فيه إلا أن تلك الأنظمة غير مهتمة بالقانون الدولي وبكل هذه القضايا الحقوقية.
فيما تشير احصائيات مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية أن “451” لاجئاً فلسطينياً قضوا تحت التعذيب في معتقلات النظام السوري، ووجود “1085” معتقلاً فلسطينياً في سجون النظام السوري ممن تمكنت المجموعة من توثيقهم، ومن المتوقع أن تكون أعداد المعتقلين وضحايا التعذيب أكبر مما تم الإعلان عنه، وذلك بسبب غياب أي إحصاءات رسمية صادرة عن النظام السوري، بالإضافة إلى تخوف بعض أهالي المعتقلين والضحايا من الإفصاح عن تلك الحالات خوفاً من ردت فعل الأجهزة الأمنية في سورية.