فايز أبو عيد

غيّب الموت في العام 2024، نخبة من أبرز المبدعين الفلسطينيين السوريين في مختلف المجالات، كان آخرهم زكريا محمد شريف “زيكوف اليرموكي”، في كانون الأول الفائت، ليكمل تلك الصورة القاتمة لعام شهد رحيل أيقونات ثقافية وفنيّة كالكاتب يوسف سلامة، والكاتب والسيناريست حسن سامي يوسف، والشاعر محمود رضا حامد، المفكر محمد محمود شاويش، والمخرج وليد عبد الرحيم، والفنان التشكيلي عماد رشدان، وغيرهم.

الشاعر عصام ترشحاني

في التاسع والعشرين من كانون الثاني 2024، رحل الشاعر الفلسطيني السوري عصام ترشحاني في مدينة حلب بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز الـ 80 عاماً.

ولد الشاعر عصام ترشحاني في قرية ترشيحا في فلسطين عام 1944، وهي إحدى القرى التي هجرها الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، مما اضطره وعائلته للهجرة إلى سوريا، حيث استقروا في مخيم النيرب للاجئين الفلسطينيين في حلب.

تلقى تعليمه الأساسي في مدارس الأونروا، ثم التحق بكلية الآداب في جامعة دمشق، حيث تخرج من قسم التاريخ عام 1968.

عمل الراحل في مجال التعليم والإعلام والثقافة، وشغل منصب مدير فرقة عسقلان للأغنية السياسية والشعبية، التي أسسها عام 1970، والتي كانت تعبر عن قضايا الشعب الفلسطيني والعربي والإنسانية.

حاز الراحل على جائزة أفضل شاعر عالمي من الأكاديمية العالمية الشعرية في فلوريدا عام 2004، وهي جائزة تمنح للشعراء الذين يتميزون بالإبداع والتنوع والتأثير في الشعر العالمي.

أصدر الراحل 21 كتاباً شعرياً، منها: (دفتر الرعد، الغزالة تعود إلى البحر، محارات الروح، رعاة الجحيم، دوران النور)، وترجمت بعض قصائده، كما شارك الراحل في العديد من المهرجانات والمؤتمرات والندوات الشعرية والثقافية في الوطن العربي والعالم.

الكاتب والمخرج وليد عبد الرحيم

توفي الكاتب والمخرج الفلسطيني- السوري وليد حمد عبد الرحيم، عن عمر ناهز 60 عاماً، بعد صراع مع المرض، في دمشق يوم الثاني عشر من شباط/ فبراير عام 2024.

وليد عبد الرحيم من مواليد عام 1964، في مخيم اليرموك جنوب العاصمة السورية دمشق، وهو من أصل فلسطيني، حيث تنحدر عائلته من قرية نحف في منطقة عكا. تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارس المخيم، ثم التحق بكلية الهندسة الميكانيكية في جامعة دمشق، لكنه لم يكمل دراسته، وتفرغ للكتابة والإخراج السينمائي.

عبد الرحيم من الكتاب والمخرجين المتعددين المواهب، فله إنتاج ثري ومتنوع في مجالات الشعر، والأدب، والسياسة، والتوثيق. له 18 كتاباً صدرت عن دور نشر مختلفة، منها “بيت لحم” و”ظريف الطول” و”الموت في الحياة” و”الحرب الأهلية الفلسطينية” و”المقاومة الفلسطينية في سوريا”. كما نشر عشرات المقالات في الجرائد والمجلات الدورية، وشارك في العديد من المؤتمرات والندوات الثقافية والسياسية.

على الصعيد السينمائي، أخرج وليد عبد الرحيم تسعة أفلام قصيرة ووثائقية، تناولت قضايا الهوية والتاريخ والنضال الفلسطيني، منها “المخيم” و”العودة” و”الحلم” و”المنفى” و”المقاومة”. كما كتب وأشرف على سيناريوهات وحوارات عدة أفلام روائية طويلة، مثل “الموت في الحياة” و”الحرب الأهلية الفلسطينية” و”المقاومة الفلسطينية في سوريا”.

وليد عبد الرحيم كان عضواً في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، ومدير تحرير مركز الهدف للدراسات والتوثيق، ومدير برنامج التطوير الفني العربي لتعليم مواد السينما. كما شارك في العديد من المهرجانات والمسابقات السينمائية العربية والدولية، وحاز على عدة جوائز وتكريمات.

الكاتب يوسف سلامة

غيب الموت في الرابع من آذار / مارس بمدينة مالمو في السويد، المفكر والباحث الفلسطيني الدكتور يوسف سلامة عن عمر ناهز 79 عامًا. 

سلامة مفكر وباحث فلسطيني، من مواليد (فلسطين / قرية أم الزينات/حيفا/ التي تقع على سفح جبل الكرمل) بعمر حوالي (3) سنوات لجأ مع أسرته إلى سورية أثر نكبة فلسطين عام 1948، ومن ثم لجأ مرة أخرى إلى مملكة السويد أثر اندلاع الصراع في سورية عام 2011.

الراحل رئيس تحرير مجلة قلمون، المجلة السورية للعلوم الإنسانية، أستاذ الفلسفة الغربية المعاصرة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق من 1998 حتى 2011، له العديد من الدراسات والأبحاث القيّمة في مجال الفلسفة والسياسة والفكر العربي المعاصر.

وفي العام 2007، نال يوسف سلامة وسام السعفة الأكاديمية من مرتبة فارس من الحكومة الفرنسية، تقديراً لإسهاماته العلمية والأكاديمية وبحسب كتّاب وباحثين سوريين فإنّ رحيل يوسف سلامة يعدّ خسارة كبيرة للوسط الثقافي السوري والعربي، إذ كان أستاذاً مُتميزاً وباحثاً مُبدعاً وكاتباً مُثقفاً.

النحّات والتشكيلي عماد رشدان

في الثامن عشر من نيسان، غيب الموت النحّات والفنان التشكيلي الفلسطيني السوري عماد رشدان، في مدينة مالمو السويدية، حيث يقيم، عن عمر ناهز 56 عاماً.

شكلت أعمال الفنان توثيقاً بصرياً للعديد من المحطات والأحداث البارزة التي مرّ بها الشعب الفلسطيني خلال العقود الثمانية الماضية، مع تنويع في استخدام الخامات والوسائط مثل الحجر، والخشب، والبرونز، والسيراميك.

ولد الفنان التشكيلي والنحّات الفلسطيني عماد رشدان عام 1968 في مخيم خان الشيخ بالقرب من العاصمة السورية لعائلة فلسطينية هُجّرت قسراً من قرية عرب الصبيح في الجليل الأعلى عام 1948، ودرس النحت في كلية الفنون بـ “جامعة دمشق” سنة 1992، ثم عمل معلماً للفنون في مدارس وكالة الغوث لسنوات طويلة.

الراحل عضو في الاتحاد العام للفنانين التشكيلين الفلسطينيين، عضو الاتحاد العام للتشكيلين السوريين، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية منذ منتصف التسعينيات، منها ملتقى الأمل للنحاتين الشباب الأول والثاني 1998 -1999،  وملتقى الجولان التشكيلي، وفي عدد من المعارض الجماعية لوزارة الثقافة ولنقابة الفنون ولاتحاد الفنانين الفلسطينيين، حيث وظّف في لوحاته ومنحوتاته عناصر الخط العربي والمنمنمات الإسلامية وغيرها من الرموز التي تعكس الحضارات القديمة في المنطقة العربية للتعبير عن السردية الفلسطينية منذ النكبة حتى اليوم.

المفكر محمد محمود شاويش

رحل في الثالث والعشرين من حزيران/ يونيو 2024، الكاتب والمفكر الفلسطيني محمد محمود شاويش في مدينة برلين الألمانية عن عمر ناهز ثلاثة وستون عاماً.

ولد الدكتور محمد محمود شاويش، عام 1961م، وتعود جذور عائلته إلى قرية القباعة قضاء مدينة صفد في فلسطين، لجأ إلى ألمانيا بعد اندلاع الأزمة في سورية. 

للدكتور شاويش إسهامات مميزة في مجال اللغة والأدب العربي، كرّس حياته لرعاية وتطوير اللغة العربية والحفاظ على فصاحتها، وأثرى المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات والمقالات والمقابلات. كما ساهم في تأسيس عدة منابر للغة والثقافة العربية في برلين.

عُنيَ الفقيد بقضايا النهضة، وأسباب الانحدار الاجتماعي الثقافي الإنساني، وله العديد من الكتب والمقالات في هذا الموضوع، وكان له اهتمام خاص بوضع الأمة العربية والثقافة الإسلامية، وحث الناس على العودة إلى الطريق السديد وإنارة فهم الشباب كطاقة محركة.

الكاتب والسيناريست حسن سامي يوسف

في الثاني من أغسطس 2024 فجع الوسط الفني والثقافي السوري والفلسطيني بوفاة الكاتب والسيناريست الفلسطيني حسن سامي يوسف، عن عمر ناهز 79 عاماً.

ولد يوسف في قرية لوبيا (قرب طبرية) في فلسطين عام 1945، ولجأت عائلته إلى سوريا بعد النكبة. تلقى تعليمه في دمشق، وحصل على ماجستير في السيناريو من المعهد العالي للسينما في موسكو.

يُعد يوسف من أبرز رواد الدراما السورية، حيث ترك بصمة واضحة في المشهد الدرامي العربي من خلال سلسلة من الأعمال التي حفرت في ذاكرة المشاهدين، أبرزها مسلسلات “الانتظار”، “زمن العار”، “الغفران”، و”الندم”. كما قدم يوسف للسينما السورية أعمالاً متميزة مثل فيلمي “بقايا صور” و”غابة الذئاب”.

تميز يوسف بقدرته على المزج بين الواقع والدراما بأسلوب فريد، مما جعله محط أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء. وقد نعى الوسط الفني والثقافي يوسف، معبرين عن حزنهم لفقدان قامة أدبية وفنية كبيرة.

الكاتب بلال الحسن

في التاسع من حزيران/ أغسطس عام 2024 توفي في العاصمة الفرنسية باريس، الكاتب والصحافي والسياسي الفلسطيني البارز بلال الحسن، بعد معاناة طويلة مع المرض.

ويُعتبر الحسن أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية التي جمعت بين العمل السياسي والصحافي، حيث تقلّد مناصب مهمة في كلا المجالين، منها عضويته في المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، وعضويته في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، كما عمل وكتب في عدد من الصحف العربية البارزة، من بينها “الشرق الأوسط”، “الحياة”، و”السفير”.

وُلد بلال الحسن في مدينة حيفا عام 1938، قبل أن يهاجر مع عائلته إثر نكبة عام 1948، ليستقروا في دمشق. تلقى تعليمه في سوريا والكويت، وحصل على شهادة ليسانس في الفلسفة من جامعة دمشق عام 1970. انضم الحسن في شبابه إلى حركة القوميين العرب، وعند تأسيس الجبهة الديمقراطية، كان أحد قيادييها وعضواً في مكتبها السياسي لعدة سنوات، قبل أن يصبح ممثلاً لها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1979.

وعلى الصعيد الإعلامي، أسس بلال الحسن لنفسه مكانة مرموقة من خلال مقالاته التي نُشرت في عدد من المجلات والصحف العربية، مثل “شؤون فلسطينية”، و”السفير” اللبنانية، إضافة إلى إدارة صفحتي “قضايا واتجاهات” في صحيفة “الشرق الأوسط”. وشغل الحسن لفترة قصيرة منصب نائب رئيس تحرير صحيفة “الحياة”.

كما شارك في العديد من الندوات العربية والدولية حول القضية الفلسطينية، وكان له حضور بارز كمحلل سياسي في وسائل الإعلام، كما ألف الحسن عدة كتب مهمة حول القضية الفلسطينية، منها “السلام الأجوف”، و”الخداع الإسرائيلي”، و”ثقافة الاستسلام”.

وقد كان الحسن يقيم في فرنسا خلال السنوات الأخيرة من حياته، حيث وافته المنية. وقد ترك بلال الحسن إرثاً كبيراً في مجالي السياسة والصحافة.

الكاتب والشاعر محمود رضا حامد

عن عمر ناهز 83 عاماً، رحل، يوم الأحد 22 أيلول/ سبتمبر عام 2024، الكاتب والشاعر الفلسطيني محمود رضا حامد، تاركاً وراءه عقوداً طويلة من الإنتاج الأدبي، والعمل الثقافي، والوطني، والتربوي.

ولد في عام 1941 في صفد بفلسطين، واقتلعت عائلته منها في عام 1948، فتهجروا وهاجروا ولجؤوا إلى سوريا واستقروا في دمشق.

عمله لم يقتصر على التدريس في السعودية، فقد اشتغل بالصحافة والإعلام في مؤسسة اليمامة الصحفية (1972 ـ 1985) وفي الوكالة الفرنسية لتطوير التلفزيون السعودي (1980 ـ 1985)، وفي جريدة الشرق الأوسط ومجلة المجلة العربية (1985 ـ 1990).

في دمشق، عاد لينخرط مجددا في النشاط الثقافي، فثبّت عضويته في اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين بدمشق، واتحاد الكتاب العرب بدمشق، وتسلم مهمة أمين سر جمعية الشعر في اتحاد الكتاب العرب في دمشق.

كتب المقالة والأبحاث والشعر، وحصل على الجائزة الأولى في مهرجان الشعر الثالث في دمشق عام 1965، وفي مهرجان عنّابة في الجزائر عام 1968. جائزة القدس في بيروت 2010.

بعد ديوانه الأوّل، “موت على ضفاف المطر” الذي صدر عام 1983، نشر محمود رضا حامد عشرات الأعمال ما بين شعر ونثر في الأدب والتعليم، منها: ـأغان على شفاه الصنوبر، شعر، 1985، افتتاحيات الدم الفلسطيني، شعر، 1990، شهقة الأرجوان، شعر، 2000، مسافة وردة تكفي، شعر، 2002، الريح والزيتون، شعر، 2003، بيسان، شعر، 2004، لمن تغني البلابل، شعر (للأطفال)، 2005، أغاني العصافير، شعر (للأطفال)، 2009، عابرون في الدمعة الأخيرة، شعر، 2016.

الشاعر الشعبي مسعد عرار

غيب الموت يوم الإثنين، الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 2024، الشاعر الشعبي الفلسطيني والمناضل مسعد عرار أبو عثمان عن عمر ناهز 90 عاماً في مدينة حلب شمال سوريا.

ولد مسعد عرار في قرية ترشيحا الفلسطينية عام 1933، وأمضى حياته في مخيم النيرب بمدينة حلب.

اشتهر الراحل ببحثه في التاريخ الشفوي الفلسطيني وبكتابته وإنشاده للشعر الشعبي والزجل، وله عدة دواوين شعرية، كما أنه كان عضواً في النادي العربي الفلسطيني، وبيت الذاكرة الفلسطينية، وسينما العودة ومجموعة عائدون في حلب.

رحل مسعد عرار الذي شارك الراحل في معارك الدفاع عن الثورة في أيلول 1970 بالأردن، تاركاً خلفه إرثاً ثقافياً وفنياً غنياً مؤكداً على التزامه بالقضية الفلسطينية طوال مسيرته.

الأديب رافع الساعدي

توفي في مدينة دمشق، في الحادي والعشرين من تشرين الثاني، الكاتب والروائي الأديب والمثقف الفلسطيني رافع الساعدي، بعد حياة حافلة بالنضال، كرّسها لخدمة ثقافة المقاومة ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

الراحل رافع الساعدي شغل منصب أمين سر الاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وترك بصمة واضحة في أدب المقاومة من خلال مؤلفاته التي عكست اهتمامه بنشر ثقافة المواجهة، ورفض الهيمنة الثقافية الغربية.

الفنان التشكيلي زكريا محمد شريف

رحل، في الثاني والعشرين كانون الأول 2024، الفنان التشكيلي الفلسطيني زكريا محمد شريف، المعروف بلقب “زيكوف اليرموكي”، عن عمر ناهز 62 عاماً، بعد صراع مع المرض، الذي وافته المنية في مدينة دمشق، حيث عاش جزءاً كبيراً من حياته الفنية والنضالية.

وُلد الراحل عام 1962 في مخيم اليرموك بحارة المغاربة لعائلة فلسطينية هجرت قسراً من قرية معذر بقضاء طبريا. تلقى تعليمه في مدارس الأونروا، وانخرط في العمل الثوري في سن مبكرة، حيث ساهم بإبداعاته الفنية في تصميم ملصقات الثورة الفلسطينية التي أصبحت رمزاً للمقاومة والقضية الفلسطينية.

تميّز “زيكوف اليرموكي” بإتقانه لفن الديكوباج (التزيين بالأوراق القديمة) والإخراج الفني للصحف والمجلات في فترة ما قبل انتشار برامج التصميم الرقمي. وترك بصمات واضحة على العديد من إصدارات الثورة الفلسطينية التي كانت تُنشر في دمشق وبيروت، حيث كان فنه مرآةً تعكس النضال الفلسطيني.

برزت أعماله الفنية في مجال تطوير الملصقات الثورية، إذ أصبح من النادر أن تمر مناسبة أو عملية بطولية فلسطينية دون أن يعبر عنها بأسلوبه الفريد.

الرابط المختصر: https://fayzaboeed.com/wi44

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top