قُتل شاب مدني فلسطيني من سكان مخيم “درعا” برصاص طائش في أثناء الاشتباكات بحي طريق السد بين مجموعات محلية مقربة من “اللجان المركزية” مدعومة من “اللواء الثامن”، ومجموعات متهمة بالانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقالت “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا“، الاثنين 14 من تشرين الثاني، إن الشاب الفلسطيني محمد الزنغري قُتل برصاص قناص، بينما أصيب عدنان الحمدوني ولؤي الحمدوني وهما من سكان المخيم.
وبحسب معلومات حصلت عليها عنب بلدي من مصادر محلية متقاطعة من سكان المخيم، فإن القتيل مدني لم ينضم لأي تشكيل عسكري في درعا.
مدير المكتب الإعلامي في “مجموعة العمل”، فايز أبو عيد، قال لعنب بلدي، إن مدنيًا فلسطينيًا من سكان المخيم قُتل برصاص قناص، بينما جُرح اثنان آخران من المنتسبين للفصائل المحلية.
ووثقت “المجموعة” مقتل 34 فلسطينيًا في سوريا منذ بداية العام الحالي، في حين وصل عدد القتلى إلى 4121 منذ عام 2011.
مخاوف من العمليات العسكرية
يتخوف السكان في مخيم “درعا” من استمرار الاشتباكات، بحسب مواطنين قابلتهم عنب بلدي من سكان المخيم، بينما يتخوف آخرون من تعرض ممتلكاتهم للتدمير.
فايز العيد قال لعنب بلدي، إن قذيفة “هاون” سقطت ضمن أحياء مخيم “درعا” مؤخرًا، لكنها لم تسفر عن إصابات إنما خلّفت أضرارًا مادية، وهو ما يلخص مخاوف الناس من تضرر ممتلكاتهم.
وأضاف أن 45 عائلة نزحت من أحياء مخيم “درعا” وطريق السد جراء الاشتباكات الدائرة منذ نهاية تشرين الأول الماضي، إضافة إلى معاناة أخرى أضيفت إلى جملة مشكلات السكان عندما توقف الفرن الاحتياطي عن العمل إثر الاشتباكات في محيطه.
صعوبات الحركة والتنقل في المنطقة ظهرت منذ بداية العمليات العسكرية في المنطقة، وهو ما أثّر على وضع السكان الاقتصادي، خصوصًا أن قسمًا كبيرًا من سكان المخيم يعملون في نظام المياومة.
بينما تحدث سكان قابلتهم عنب بلدي عن صعوبة في الحصول على مياه الشرب، ما زاد من معاناة السكان ودفع بعضهم إلى النزوح، إذ يتخوف سائقو صهاريج نقل المياه من الدخول للمخيم، في ظل العمليات العسكرية على مقربة منه.
لا مجموعات موالية لـ”هفو” في المخيم
في كانون الأول الماضي، تمكّن القيادي السابق في فصائل المعارضة “أبو شلاش” من شنّ عمل عسكري استمر لساعات ضد مجموعات “حرفوش” و”هفو” المتمركزة في منطقة المخيم.
التوتر استمر لأيام بين الطرفين، إذ نتج عن الصدام حينها مقتل ثلاثة أشخاص بينهم أحمد حرفوش شقيق القيادي مؤيد حرفوش.
ونتيجة لهذه المعارك، طُردت مجموعات “هفو” و”حرفوش” من منطقة المخيم، لكن ذلك لم يجنبها استهداف مدنيين فيها، أو سقوط بعض القذائف في شوارعها.
حاليًا، سيطرت الفصائل المحلية المدعومة بقوات “اللواء الثامن” على كامل أحياء طريق السد بعد معارك اندلعت في 30 من تشرين الأول الماضي.
ولم يتبنَّ تنظيم “الدولة” عبر معرفاته أي موقف من العمليات العسكرية في المنطقة، إلا أن وجود انتحاريين وسيارة مفخخة استخدمتها مجموعات “هفو” و”حرفوش” في المنطقة زاد من حدة الاتهامات ضدها.
وفي تموز 2021، حاصرت قوات النظام مخيم “درعا” في أثناء حصارها لدرعا البلد، وقطعت خطوط المياه والكهرباء، ومنعت المواد الغذائية من الدخول إليه.
وينقسم مخيم “درعا” إلى قسمين، قسم يسكنه أبناء الجولان المحتل منذ عام 1967، وقسم للفلسطينيين اللاجئين منذ عام 1948، تدعمه “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين” التابعة للأمم المتحدة (أونروا).
ووصل عدد العائلات المقيمة في مخيم “درعا” إلى ما يقارب 750 عائلة، وكان عدد سكان المخيم 13 ألف لاجئ قبل احتدام “الصراع” في سوريا، بحسب تقرير لـ”مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” نُشر في نيسان الماضي.
وتقدّر الأمم المتحدة أعداد الفلسطينيين الذين لا يزالون في سوريا بحوالي 440 ألف لاجئ.