بيت فلسطين للثقافة – فايز أبو عيد
شارك ” سمير عطية” مدير بيت فلسطين للثقافة يوم الأحد 19/12/2021 في برنامج خارج النص الذي تقدمه قناة الجزيرة القطرية كل يوم الأحد، وذلك بمشاركة كوكبة من الأدباء والنقاد هم: الناقد “إبراهيم السعافين”، “سمير عطية” مدير بيت فلسطين للثقافة، الشاعر “راسم المدهون”، الكاتب “سامر رضوان”، الكاتبة بسمة النسور.
برنامج “خارج النص” تطرق في حلقته لقراءة في رواية “البحث عن وليد مسعود” التي أصدرها الكاتب الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا عام 1978، وتباينت آراء الكتاب والنقاد الذين تحدثوا للبرنامج حول هذه الرواية التي تجسد عبر شخوصها صراعا يظهر في المغترب المثقف وتشتته عن مجتمعه وهويته، حيث يظهر الصراع الداخلي للبطل من خلال مواءمته بين حياته ورومانسيته وقضيته النضالية.
بدوره قال سمير عطية: عندما نتكلم عن رواية تريد أن تقدم نفسها باسم الأدب الفلسطيني وباسم البحث عن شخصية مناضلة ثم يأخذك كاتبها إلى اتجاهات أخرى اعتقد أننا أمام إشكالية، مشيراً إلى أن اللغة التي كتب بها الروائي “جبرا إبراهيم جبرا” والحبكات الروائية التي استخدمها والتناقضات السياسية التي عبر عنها في هذه الرواية، كلها تعد جرأة وتجديداً”، ولكن هناك أيضاً جرأة سلبية.
وأضاف عطية أن القارئ العربي في المرحلة الزمنية التي كان جبرا إبراهيم جبرا يطلق روايته، كان يريد أن يسمع إطلاق الرصاص في الرواية، وأن يقرأ فيها صوت الرياح التي تضرب بالخيام، وأن القارئ في ذلك الوقت لم يكن بحاجة إلى هذا الجو الفلسفي والبناء الروائي الذي ذهب إليه جبرا.
واستطرد مدير بيت فلسطين للثقافة أن جبرا فاجئ القارئ عندما نقل وليد مسعود من الشخصية العبثية أو الماجنة إلى شخصية مناضلة، منوهاً أنه ربما كانت شخصية مروان وليد مسعود أقرب إلى الشخصيات التي يريدها الإنسان الفلسطيني والعربي من أيقونة نضالية توجد في رواية بالأدب الفلسطيني.
تعد رواية البحث عن وليد مسعود أهم رواية أنجزها الكاتب والشاعر والمترجم الفلسطيني (جبرا إبراهيم جبرا) وذلك لاتباعه تقنيات روائية لم تكن مستخدمة سابقاً في البناء الروائي العربي، تقنيات ربما تعرف عليها وطورها بناء على خبرته وتجربته في الغرب، واعتماداً على تماسه المباشر مع المسرح الشكسبيري الذي تعد ترجمات جبرا له من أدق وأجمل الترجمات.
جبرا في سطور
الكاتب والشاعر والمترجم، جبرا إبراهيم جبرا، يعتبر أحد أهم مثقفي فلسطين ممن عايشوها قبل النكبة، فهو غادر فلسطين عام 1948 وكان عمره ستة وعشرين عاماً، حاملاً معه ذاكرة الأرض ورائحة المطر والشجر وأغاني الفلاحين، والخطوات في شوارع القدس وبيت لحم وحيفا، أتم دراسته في بريطانيا وأميركا، وهناك اطلع على روائع الأدب العالمي، وأتاحت له دراساته الأكاديمية أن يتعمق في المسرح الشكسبيري والعالمي، فأتقن اللغة الإنكليزية ومنها انطلق ليقوم بدور جسر ثقافي حقيقي بين المكتبة العربية والمكتبة العالمية، حيث قام بترجمة روائع شكسبير إلى العربية، بحرص ولغة عالية تكاد تقترب من اللغة الشكسبيرية.. ليترجم بعدها أعمالاً لصموئيل بيكيت ووليم فوكنر، وغيرهم الكثير، كتب النقد التشكيلي والشعر، والرواية، لديه أكثر من سبعين كتاباً في مختلف صنوف الأدب، وشارك الروائي عبد الرحمن منيف في كتابة رواية مشتركة بعنوان (عالم بلا خرائط)، ثم اختار بغداد لتكون ملاذه بعد خروجه من فلسطين، ومن هناك سحره المجتمع البغدادي الذي اختاره أن يكون مكاناً روائياً تخيلياً لروايته الأهم والأبقى (البحث عن وليد مسعود) التي نشرها في العام 1978.