فايز أبو عيد http://www.actionpal.org.uk/ar/post/21315

في ظل التحولات الجارية في سوريا، يجد فلسطينيو سورية في تركيا أنفسهم في مأزق، حيث يجدون صعوبة في العودة إلى سوريا بعد سقوط نظام الأسد البائد، بسبب دمار منازلهم وانعدام الخدمات في مخيماتهم وتهالك البنى التحتية والخوف من البدء من الصفر. 

أبو جعفر، من مخيم خان الشيح مهجر في ولاية غازي عنتابـ يقول لمراسل مجموعة العمل وبحسرة مشوبة بحزن عميق: أفكر في العودة إلى مخيمي ترعرعت به ومنزلنا الذي ولدت فيه وتربيت، لكن مع الأسف الأوضاع الأمنية والاقتصادية في سوريا تجعلني أتردد في هذا القرار.، مردفاً أن الخوف من عدم وجود فرص عمل وعدم استقرار الأوضاع يمنعاني من اتخاذ القرار بالعودة في الوقت الراهن.

يصف أيمن، من مخيم اليرموك، يقطن حالياً في منطقة اسنيورت بمدينة إسطنبول، فكرة العودة إلى سورية بأنها حلم بعيد المنال، ويعزي السبب في ذلك فقدانه أغلب أفراد عائلته فمنهم من اعتقل ومات تحت التعذيب، ومنهم قضى جراء القصف الوحشي، ومنهم من غادر سورية إلى أوروبا للبحث عن الآمن والأمان.

أيمن الذي عاش حصار مخيم اليرموك وذاق مرارة الجوع والحرمان يقول لم يبق لي سوى الذكريات الأليمة في سورية، ويطرق رأسه وبصوت يكاد يجهش بالبكاء لماذا أعود؟ ومن أجل من؟

عند سؤالي لـ جمال، من مخيم حندرات، القاطن في ولاية أزمير عن إمكانية عودته إلى سورية، أجابني فوراً وبلا تردد وبصوت حازم، لا، مستطرداً 90% من المخيم مدمر، بما في ذلك بيتي، ليس لدي القدرة المالية لإعادة بناء المنزل، ولا توجد فرص عمل هناك، الأفضل لي ولعائلتي أن أبقى في تركيا حتى يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

تُظهر شهادات اللاجئين أن الخوف من الدمار والبدء من الصفر يُعتبر عقبة كبيرة أمام عودة فلسطينيي سورية إلى سوريا، بالإضافة إلى ذلك، تُشير إلى أن الظروف الأمنية والاقتصادية في سوريا ما زالت غير ملائمة للعودة. يُضيف أن عدم وجود فرص عمل واستقرار أمني يُعتبر من العوامل الرئيسية التي تمنعهم من اتخاذ قرار العودة.

وكانت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا، ممثلة بمديرها فايز أبو عيد، شاركت في لقاء تشاوري نظمته جمعية فيدار يوم الأحد، 29 كانون الأول/ديسمبر 2024، مع عدد من اللاجئين الفلسطينيين السوريين المقيمين في منطقة أسنيورت بمدينة إسطنبول، بهدف مناقشة آرائهم واقتراحاتهم واستعراض مشاكلهم وتوجهاتهم حول العودة إلى منازلهم وممتلكاتهم في سوريا، إلى جانب رؤيتهم للمرحلة القادمة بعد سقوط نظام الأسد.

تجدر الإشارة إلى أن اللاجئين الفلسطينيين-السوريين في تركيا، الذين يقدر عددهم بين 12 إلى 15 ألف لاجئ، يعانون من غياب أي نوع من الحماية الدولية. وعلى الرغم من تسجيلهم لدى وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إلا أن الأخيرة تتحجج بأنهم أصبحوا خارج نطاق عملها بعد نزوحهم إلى دول غير تلك التي كانت تقدم فيها خدماتها.

الرابط المختصر: https://fayzaboeed.com/xbqq

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top