يُعتبر حي المطار في مدينة درعا السورية أحد التجمعات الفلسطينية البارزة التي تأثرت بشكل كبير بتبعات الحرب السورية منذ عام 2011، أثّرت هذه الحرب على مختلف جوانب الحياة اليومية للسكان، بما في ذلك الجانب الديموغرافي، التعليمي، والأمني.
يسلط هذا التقرير الضوء على ثلاثة محاور رئيسية: التركيبة السكانية للفلسطينيين في الحي، وضعهم التعليمي، وملف الاعتقالات الذي طال العديد منهم.
1. التعداد الديموغرافي للفلسطينيين في حي المطار
يمكن تقسيم الفلسطينيين القاطنين في حي المطار إلى مجموعتين رئيسيتين:
المجموعة الأولى:
تضم السكان الأصليين الذين استقروا في الحي مباشرة بعد النكبة عام 1948، ومن أبرز العائلات التي لا تزال تقطن الحي: عائلة أبو زرد، المعروفة بتربية النحل على مستوى محافظة درعا، وعائلات أخرى مثل الكايد، أبو داوود، أبو سبلة، أبو حامد، العابد، الغزاوي، السرحان، عز، وملحم.
المجموعة الثانية:
تشمل العوائل الفلسطينية التي نزحت إلى الحي من مناطق أخرى، خاصة من مخيم درعا أو من دمشق، منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011، ومن هذه العوائل: الحسن، تميم، أبو رقطي، العيسى، الخليلي، عواد، بلال، مصطفى، عقاب، عبد الحق، وغيرها.
التغيرات في الأعداد:
قبل عام 2011، كان عدد الفلسطينيين في حي المطار قليلاً، حيث لم يتجاوز الألف نسمة، ومع اندلاع الحرب، شهد الحي زيادة ملحوظة في أعداد الفلسطينيين، ليصل عددهم إلى حوالي 3,000 شخص، وذلك بسبب تحول العديد من مباني الحي إلى مراكز إيواء.
ومع ذلك، تشير التقديرات المحلية غير الرسمية إلى أن عدد الفلسطينيين في الحي قبل عام 2011 لا تكاد تتجاوز 1000 شخص، فيما شهد الحي بعد عام 2011 ارتفاعاً ملحوظاً بأعداد الفلسطينيين حيث بلغ ما يقارب 3000 فرداً، لاسيما بعد تحول العديد من مبانيه إلى مراكز إيواء، فيما تراجع حاليًا إلى أقل من 2,000 شخص، نتيجة النزوح الداخلي والهجرة خارج سوريا، بالإضافة إلى حالة الاستقرار النسبي التي شهدتها البلاد بعد عام 2018.
2. الوضع التعليمي
تعتمد المدارس الفلسطينية في سوريا بشكل أساسي على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، ومع توقف مدارس “الأونروا” في مخيم درعا، اضطرت الوكالة إلى استئجار مدارس الدولة السورية لاستيعاب الطلبة الفلسطينيين بنظام الدوام المسائي.
في حي المطار، تحوّلت مدرسة القصور المحاذية للحي إلى مركز تعليمي مزدوج الاستخدام، فهي تعمل كمدرسة للطلبة السوريين في الفترة الصباحية، وتتحول إلى مدرسة كفركنا للطلبة الفلسطينيين في الفترة المسائية، وتبعد مدرسة القصور عن حي المطار بضع دقائق فقط سيرًا على الأقدام، مما يسهل وصول الطلبة إليها، ومع ذلك، لا تزال التحديات التعليمية قائمة، خاصة مع تدهور البنية التحتية للمدارس ونقص الموارد اللازمة لتوفير تعليم جيد.
3. ملف الاعتقالات
يُعد ملف الاعتقالات من أكثر القضايا حساسية التي طالت الفلسطينيين في حي المطار ومحافظة درعا بشكل عام. منذ عام 2011، سُجلت عشرات الحالات من الاعتقالات التعسفية لفلسطينيين، بعضها مرتبط بالنشاط السياسي أو الانتماءات المشتبه بها.
من بين المعتقلين الفلسطينيين المنتمين إلى حي المطار، الذين لم يُكشف عن مصيرهم حتى الآن: نضال صالح الكايد، يزن صالح الكايد، مجاهد السرحان.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الأرقام ليست دقيقة، حيث يصعب الوثوق بالإحصاءات المتاحة بسبب غياب الشفافية حول مصير المعتقلين، سواء الفلسطينيين أو السوريين.