بيروت: فايز أبو عيد
تاريخ النشر 4/10/2015
صرخة كلمة، وانتفاضة محبرة، وثورة قلم على واقع مؤلم ومرير, أراد بيت فلسطين للشعر أن يوصل صداها للعالم أجمع من خلال إطلاقه للعديد من الحملات التي تُعبر عن مأساة شعب عانى من سعير الحصار والحرب في غزة, ولهيب الحرب في سورية، فاختار أن يخوض غمار البحر بحثاً عن الأمن والأمان، إلا أن قوارب الموت كانت لهم بالمرصاد فابتلع اليمّ صغيرهم وكبيرهم ونسائهم. أمام هذه الفجيعة الإنسانية التي حركت المشاعر وهزت الوجدان أخذت إدارة بيت فلسطين على عاتقها إطلاق العديد من الحملات الشعرية لتسليط الضوء على ما يعانونه من مآسي ومشاق, وعكسها في أشعار وحملات ثقافية لتعبر عن مدى هول المصاب وآلام التشرد والعذاب النفسي والشعور بالغربة والضياع، ولتكون تلك الحملات منبراً قادراً على إحداث تفاعل وحراك شعبي مع اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، وبناءً عليه بادر بيت فلسطين للشعر بإطلاق أولى حملاته الشّعريّة الإلكترونيّة التّضامنية تحت عنوان ( أشرعةُ الموت )، بهدف تأبين شهداء البحر الغرقى من اللاجئين الفلسطينيين والسوريين، وجاءت الحملة بمشاركة خمسة عشر شاعراً وشاعرة من فلسطين ومخيمات الشتات والوطن العربي، ولقيت تلك الحملة تفاعلاً كبيراً من قبل الجمهور على مختلف فئاتهم ومستوياتهم، أطلق بعد ذلك بيت فلسطين للشعر حملته الإلكترونيّة التّضامنية الثانية والتي جاءت تحت عنوان (شهيد الفجر …محمد أبو خضير) الطفل الفلسطيني الذي خُطف وعذب وأحرق وهو على قيد الحياة, اختطفته قطعان المستوطنين اليهود يوم الثاني من تموز – يوليو/ 2014، كما أن بيت فلسطين للشعر أطلق منذ اليوم الأول من العدوان الصهيوني الهمجي والوحشي على قطاع غزة حملته الشعرية الثانية والتي حملت عنوان (انتفاضة القصائد). إدارة بيت فلسطين للشعر وجهت حينها الدعوات إلى الشعراء لحثهم على المشاركة بهذه الحملة من أجل نظم قصائد تتحدث عن آلام شعبنا الفلسطيني عامة وأهل قطاع غزة خاصة, ومعاناتهم, وما يتعرضون له من عدوان وقصف وقتل، ذلك من أجل مؤازرتهم بالكلمة التي تشحذ الهمم وتقوي العزيمة وتؤثر في النفوس. وتحت عنوان (ثلج ناصع الألم) أطلق بيت فلسطين للشعر حملته الإلكترونيّة الرابعة للتضامن مع اللاجئين الفلسطينيين السوريين والأطفال السوريين الذين ماتوا من البرد في مخيمات اللجوء، وكذلك للتضامن مع الطفلة ذات الثماني سنوات التي مات والدها (سعيد محمد صالح) ابن مخيم اليرموك متجمداً وهو يضمها لصدره محاولاً حمايتها من البرد أثناء عبورهما إحدى غابات اليونان أثناء الهجرة إلى الدول الأوربية, بعد أن فرا من جحيم الحرب التي اكتوت بنارها سورية. (حاصر حصارك) كانت شعار الحملة الإلكترونيّة التّضامنية الشعرية الخامسة التي أطلقها بيت فلسطين للشعر بالتعاون مع رابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين للتضامن مع أهل قطاع غزة ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، وقد هدفت الحملة التي استوحت اسمها من قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش (حاصر حصارك) إلى تسليط الضوء على الوجع والمعاناة التي يعيشها أبناء المخيمات الفلسطينية في الشتات والداخل عامة, وقطاع غزة ومخيم اليرموك خاصة جراء الحصار المفروض عليهما والذي أودى بحياة العديد من اللاجئين الفلسطينيين فيهما. وحول هذه الحملات والهدف منها ومدى تأثيرها وفعاليتها قال مدير بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة الشاعر سمير عطية : “إن مشروع الحملات الإلكترونية في الشعر والثقافة تعد من أهم المشاريع التي قام بها بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة خلال سبع سنوات من عمره, ذلك أنها حفزت المبدعين من الأدباء والفنانين للتعبير عن موقفهم الثقافي من قضايا وطنية مهمة, فشكلت وضوح انحيازهم للإبداع الرسالي, كما صنعت حالة من التفاعل الجمعي الذي يتجاوز الحدود ويتعدى عوائق الجغرافيا, إضافة إلى سرعة إطلاقها بمميزاتها التقنية التكنولوجية, كما ساهمت بالتعريف بأسماء عديدة في المجتمع الأدبي الذي كانت الحملات حاضنه ومنبره لعرض هذه القضايا, ولعل من المهم هنا أن نقول إننا نعمل على حملات ثقافية متخصصة تترك للأديب والفنان أن يختار موضوعه, وربما يساهم ذلك في تنويع المضامين التي تفتح النوافذ على فضاءات جديدة يستطيع المبدع من خلالها التحليق في عوالم العطاء المتجدد . الجدير بالإشارة أن القائمين على بيت فلسطين للشعر أخذوا على عاتقهم إطلاق مثل هذه الحملات لشعورهم بالمسؤولية الأدبية والتاريخية تجاه أبناء شعبهم الفلسطيني، ولنصرة القضية الفلسطينية ثقافياً؛ لإيمانهم بأن من الضروري أن يكون للكلمة دورها وللشاعر والكاتب والمثقف مشاركته، فالقصيدة والكلمة لأجل فلسطين وقضايا الشعوب المضطهدة تحرك الوجدان وتلهب المشاعر وتُشكل رؤية وتصنع موقفاً سيقود إلى التحرير والعودة.