السطو والسرقة هاجسان يؤرقان أهالي مخيم درعا

فايز أبو عيد – مجموعة العمل

تشهد معظم مدن وبلدات محافظة درعا بشكل عام ومخيم درعا بشكل خاص، حالات سرقة وسطو مسلح بشكل يومي، حيث تتنوع تلك السرقات وتطال منازل المخيم جميعها دون التفريق بين أسرة ميسورة الحال وأخرى فقيرة.

ووفقاً لمراسل مجموعة العمل في مخيم درعا فأن تلك السرقات غالباً ما تتم من قبل مجموعة من الصوص ومتعاطي الحشيش والحبوب المخدرة، الذين لا هم لهم سوى تأمين المال من أجل شراء تلك المواد التي أدمنوا عليها وجعلتهم بلا وازع أخلاقي أو ضمير.

“أبو أحمد” موظف في دوائر الدولة الذي يقوم بترميم جزء من منزله في مخيم درعا كلما تيسر الحال معه يقول لمراسل مجموعة العمل “أنا موظف كغيري من الموظفين ورغم أن راتبي لا يكفيني لمنتصف الشهر، قمت بتسجيل دور في الجمعية التي قامت بدورها بتسليفي مبلغ من المال كي أرمم منزلي، وبالفعل قمت بالاتفاق مع الحداد والنجار لتركيب أبواب وشبابيك لمنزلي بالتقسيط على دفعات، وعدت لمنزلي الذي استأجرته في شمال الخط وأنا سعيد وفرح بهذا الإنجاز، وفي اليوم الثاني وعند عودتي للمخيم تفاجأت أن الأبواب والشبابيك قد سرقت، سألت الجيران  عن أغراضي إلا أن الجميع قال إنهم لم يعرفون شيئاً عنها، فشكوت همي لله الواحد القهار .

ويتابع أبو أحمد حديثه لمجموعة العمل أنه بعد مدة من الزمن وجد مجلى الرخام في المطبخ قد سرق بالكامل، حينها حامت شكوه حول ابن الجيران هو شاب متزوج ويتعاطى الحشيش والحبوب ولا يعمل، ويعتمد على السرقة كعمل اساسي له، وبالفعل اكتشف بأنه هو السارق وعندما واجهه بالأمر اعتدى عليه بالضرب والشتم.

وأردف أبو أحمد أنه اشتكى هذا الشخص لبعض أصحاب النفوذ والحل والربط بالمخيم الذين وعدوه بحل المشكلة، إلا أن تلك الوعود ذهبت في مهب الريح كما ذهبت معها أغراضه، متسائلاً إلى متى سنظل فاقدي الأمن والأمان والقوي يأكل الضعيف، ولماذا اللص والشبيح والحشاش لا تتم محاسبتهم أسوة بغيرهم من باقي المخطئين فبعض اللصوص لهم ارتباطات أمنية لصالح جهات معينة فلا يقدر اي شخص مسروق من محاسبتهم او التفكير بمواجهتهم.

أما “أبو خليل” العامل اليومي في البلوك فوجئ بأن باب بيته مشرعاً على مصراعيه رغم أنه أحكم اغلاقه قبل ذهابه هو وعائلته لزيارة منزل أمه وأبيه، وعندما دخل المنزل وجد أن لوح الطاقة الشمسية والبطارية وشاشة التلفزيون، والمبلغ المالي المتبقي من مساعدة وكالة الأونروا قد سرقوا.

يستطرد أبو خليل حديثه وملامح الحزن بادية على وجهه لم أكمل بعد سداد ديوني للعالم والدكاكين، مضيفاً لقد زادت مصائبي فأنا اليوم قد تراكمت عليّ الديون ولم يعد بمقدوري سداد أحد.

طالب أبو خليل أن من الجهات المسؤولة عن المخيم بتشكيل مجموعة أمنية مهمتها حماية أبناء المخيم من السطو والسرقة ووضع حد لهذه الظاهرة التي تفشت بشكل كبير في الآونة الأخيرة.

الجدير ذكره أن مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوب سورية شهد عودة أكثر من 600 عائلة فلسطينية بعد اتفاق الهدنة و”المصالحة” بين النظام والمعارضة جنوب سورية.

الرابط المختصر: https://fayzaboeed.com/0by6

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top