مجموعة العمل – فايز أبو عيد
رصدت مجموعة العمل ميدانياً معوقات عديدة، تعرقل استمرار العملية التعليمية لطلاب الجامعات من أبناء مخيم الحسينية للاجئين الفلسطينيين بريف دمشق، وكان الفقر والعامل الاقتصادي أهم مؤثر سلبي قد يصل بهم إلى الانسحاب من العملية التعليمية بالكامل، أو تجميدها بشكل جزئي.
ويذكر مراسلنا، أن الطلاب الفلسطينيين في مخيم الحسينية يعانون من فقر مدقع، ولا يستطيع الأهالي تحمل أعباء المواصلات والمصروف الشخصي، والمصاريف الجامعية كشراء الكتب والمحاضرات، الأمر الذي يدفع الطالب أو الطالبة للعمل خلال دراسته لتأمين مصاريفه.
ويعاني طلاب المخيم من أزمة مواصلات خانقة للوصول إلى الكلية أو المعهد، ما يجبرهم على الخروج في وقت مبكر جداً للوصول في الوقت المحدد لمحاضراتهم في دمشق، ويشير مراسلنا أن العديد من الطلبة خسر فرصة التقدم لمواد الجامعة أو المعهد بسبب عدم تمكنه من إيجاد وسيلة نقل، وحرم العديد منهم متابعة دراسته وربما الخروج من الجامعة وانتهاء مدة التأجيل للخدمة الإجبارية في جيش التحرير الفلسطيني.
ويشتكي الطلاب من انقطاع التيار الكهربائي بشكل مستمر ولفترات طويلة، حيث يضطرون للدراسة والقراءة تحت الظلام على أضواء خافتة، كما يعاني الطلبة من تغافل الجهات المعنية مثل الفرقة الحزبية واتحاد طلبة فلسطين والكتل الطلابية التابعة للفصائل عن مشاكلهم، وعدم إيجاد حلول لمشكلة الموصلات كما هو حاصل في المناطق القريبة من المخيم .
وكانت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية أصدرت تقريراً يسلط الضوء على واقع شريحة الطلاب وخاصة المرحلة الجامعية، بهدف بيان تأثير العامل الاقتصادي عليها، ومدى القدرة على تحدي عوامل الضغط التي قد تصل بها إلى الانسحاب من العملية التعليمية بالكامل، أو تجميدها بشكل جزئي.
وينذر التقرير والأرقام الواردة فيه بخطورة أوضاع الطلبة الفلسطينيين في سورية نتيجة الأزمة الاقتصادية، وتدهور الوضع المعيشي، وعجزهم عن تلبية احتياجاتهم التعليمية، مما يؤثر سلباً على استمرارية دراستهم، وإمكانية خروجهم من العملية التعليمية، الأمر الذي يفقد المجتمع الشريحة ذات التعليم العالي، إضافة إلى العديد من الآثار السلبية بالنسبة لمجتمع اللاجئين في المنظور القريب والمتوسط والطويل.