فايز أبوعيد
تضاربت وتباينت آراء الكثيرين من الباحثين والكتاب المختصين بشؤون اللاجئين الفلسطينيين حول النتائج النهائية لمشروع “التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، الذي نفذته “لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني” بالشراكة مع ادارة الاحصاء المركزي اللبناني والجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، والذي أظهر انخفاضاً حاداً في أعداد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في لبنان بشكل عام، وفلسطينيي سورية المهجرين إلى لبنان، حيث أظهرت نتائج التعداد العام للسكان أن عدد لاجئي فلسطين المهجرين من سورية إلى لبنان بلغ 18601 نسمة، في حين يقدَّر عدد اللاجئين الفلسطينيين من سورية في لبنان، بحسب إحصائيات الأونروا حتى نهاية كانون الأول عام 2016 بحوالي (31) ألف.
الباحث والكاتب نبيل السهلي رأى أن الرقم الذي خلص إليه الإحصاء هو رقم منطقي، نتيجة إصدار السلطات اللبنانية قراراً في بداية شهر أيار 2014 يقضي بمنع دخول الفلسطينيين من سورية إلى الأراضي اللبنانية، وعمليات لم شمل العائلات ضمن ملفات اللجوء إلى أوروبا، إضافة إلى عودة بعض العائلات إلى سورية جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية وعدم القدرة على القيام بأعباء الحياة في لبنان وانتشار البطالة والتقليصات الاغاثية سواء المقدمة من الأونروا او المؤسسات والجمعيات الاغاثية، وانخفاض وتيرة العنف في بعض المناطق في سورية.
فيما اعتبر “سامي حمود” مدير منظمة ثابت لحق العودة أن الإحصاء السكاني للاجئين الفلسطينيين بعض النظر عن الرقم الذي تم الإعلان عنه، هو يندرج ضمن سياق عام محلي وعربي ودولي للتعاطي مع واقع ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين من البعدين السياسي والإنساني.
مشيراً إلى أن هناك آراء ظهرت تدحض صحة ودقة هذا الرقم لأن كثير من العائلات من فلسطينيي لبنان وسورية لم يصلها فرق الإحصاء وتعدادهم، وخصوصاً أن الرقم يتضارب مع أرقام المؤسسات الاغاثية والإنسانية المحلية والدولية التي تقدم المساعدات العينية والمادية للعائلات المقيمة أو النازحة من سورية بشكل دوري ومنها وكالة الأونروا.
وشدد حمود على أن المطلوب الآن هو دراسة الأسباب التي دفعت هذا الرقم للانخفاض إلى هذا المستوى والبحث عن آليات تعالج أزمات اللاجئين وفي مقدمتها إقرار الحقوق المدنية والإنسانية، وتخفيف الضغط الأمني على المخيمات وتوفير العيش الكريم لهم والحفاظ على المخيمات الفلسطينية كمحطات نضالية على طريق العودة.
من جانبه اعتبر “إبراهيم العلي” الباحث والكاتب المختص بشؤون اللاجئين الفلسطينيين أن هناك خطأ واضح في الاحصائيات فيما يتعلق بفلسطينيي سورية في لبنان، ففي بداية عام 2017 أعلنت الاونروا ان التعداد العام للاجئين الفلسطينيين النازحين في لبنان بحدود 31800 لاجئاً في حين أن الرقم الصادر عن لجنة الإحصاء الحكومية اللبنانية والتي تمت في الربع الأول من العام ذاته قد أشارت إلى وجود حوالي 19000 لاجئاً، ما يعني تراجع العدد حوالي 13000 لاجئاً وهذا العدد مغلوط الى حد كبير ميدانياً خاصة اذا علمنا أن العديد من فلسطينيي سورية في لبنان لم يسمعوا بالإحصاء اصلاً .
وأوضح العلي أن الأوضاع العامة في سورية لا تشير إلى إمكانية عودة هذا العدد الكبير من اللاجئين سيما أن أكثر من 50% منهم نازحين من مخيم اليرموك الذي لايزال ساحة صراع حتى الآن.
في السياق بينت الأرقام التي أفضى إليها التعداد أن عدد اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمعات السكانية بلغ 174422 فردا، وأظهرت النتائج أيضا أن 45.1% من اللاجئين الفلسطينيين يعيشون بالمخيمات مقارنة مع 54.9% منهم يعيشون في التجمعات الفلسطينية والمناطق المحاذية.
كما أظهر التعداد أن عدد العائلات الفلسطينية المهجرة من سورية إلى لبنان بلغ 8487 عائلة، منها 2202 عائلة تعيش داخل المخيمات الفلسطينية، و1055 عائلة تقطن في التجمعات المحاذية للمخيمات، فيما تعيش 1199 عائلة في مناطق متفرقة من لبنان، وأشار الإحصاء أن العائلات الفلسطينية السورية الـ 8487 تتوزع في المخيمات الفلسطينية بلبنان.