رواية “سبعٌ شداد” تسرد معاناة عائلة فلسطينية من مخيم اليرموك

فايز أبو عيد – مجموعة العمل

حضرت معاناة أهالي مخيم اليرموك وألام التهجير والتشتت وركوب بعض العائلات الفلسطينية قوارب الموت وما تعرضوا له من مخاطر وأهوال في غياهب البحر في الرواية الجديدة التي أصدرتها الكاتبة والأديبة الفلسطينية نردين عباس مطر أبو نبعة تحت عنوان “سبعٌ شداد” الصادرة عن دار المعرفة في العاصمة المصرية القاهرة.

لا تقف نردين في روايتها عند اللجوء وألأم التهجير، إنما يتعداه نحو توثيق رحلة اللجوء لفلسطيني سوري من خلال سرد قصة عائلة فلسطينية عاشت حصار مخيم اليرموك، وورثوا نكبة وعاشوا أخرى، حيث دفعتهم الحرب التي اندلعت في سورية للجوء إلى أوروبا والمخاطرة بحياتهم بحثاً عن الأمان والحياة الكريمة. 

بدورها قالت الكاتبة عباس مطر أبو نبعة في تصريح خاص لمجموعة العمل إن الرواية تتبّع حكاية عائلة فلسطينية سورية تعيش في مخيم اليرموك منذ لحظة إعلان الحصار الكلي إلى لحظة خروجهم من المخيم ومرورهم على الحواجز المختلفة وصعودهم البحر!

مشيرة إلى أن الرواية ستأخذك لعوالم مخيفة حيث ستعيش كقارئ أياماً شداداً عجاف مع هذه العائلة التي تتكون من الأب مؤيد والأم خزامى وأطفالهم الأربعة، كما سيسقط قلبك على الورق عندما تخرج خزامى لجلب الطعام لأطفالها من خارج المخيم فيُغلق وتنقطع الاتصالات بينهم ولا يُعرف مصيرها، فيما يُصاب الأب بشظايا قذيفة تقعده في الفراش.

وأضافت أبو نبعة التعمق في الرواية ستجعلك كقارئ تتخيل تلك الصيحات وهي تتوالى من السماء، فيما البراميل المتفجرة تزداد وقاحة، وسترى الناس سكارى وماهم بسكارى، وسيطير الناس كالفراش المبثوث فوق رأسك لحظة سماعهم للقصف، لا شيء يقتلهم كالحيرة، فكل طريق يختارونه قد يكون هو الموت بعينه!

كما سيغرغر الماء في فمك ويمنعك من الكلام وأنت ترى القارب يُثقب أمامك وأصوات الغرقى تصم أذنك، وسترى الرضاعات وعلب الحليب والاحذية وبُكل شعر الصغيرات تتناثر على صفحة الماء!!

وأوضحت أبو نبعة أن القارئ لرواية “سبعٌ شداد” التي تقع في 240 صفحة من القطع المتوسط سيعيش كفلسطيني وكقارئ عربي ما لم يعشه في التهجير القسري الأول، وما شاهده على شاشات التلفاز في حصار اليرموك لا يغدو إلا جزء يسير من الحقيقة لذلك، حرصت الراوية على نقل ما خلف الكواليس وتفاصيل التفاصيل التي حصلت عليها من شهود عيان، في حين سترى ما خلف الكواليس وتعيشه حاراً يلسع كنار!

وأوضحت أبو نبعة أنك القارئ للرواية التي سيتم التوقيع عليها في حفل يقام بمدينة القاهرة يوم 31 يناير الجاري سيتعاطف أو يلعن (أبو جهنم) القناص الذي يريح ضحاياه بطلقة واحدة فيمنحهم فرصة الموت السريع دون ألم التعذيب ولا ذل وتمنِ الموت.

منوهة إلى أن الرواية تسرد تفاصيل مؤلمة عن حصار مخيم اليرموك والعذابات التي عاشها سكانه، الذين كانوا يأكلون الأعشاب ويلاحقون القطط والكلاب، ويعدّون عظام جسدهم عظمة عظمة من شدة الجوع، وكيف اضطروا لشرب الماء والملح والبهارات.. ليبقوا على قيد الحياة.

ورأت الكاتبة الفلسطينية نردين أن جغرافية الرواية تمتد من فلسطين لسوريا ثم تركيا والبحر، وهي تناولتها من خلال تقنية الاسترجاع والفلاش باك التي ستعيش قصة التهجير القسري الاول وحكاية الجدة مهجة والجد عبد الكريم.. وأولادهم.. (مؤيد وإبراهيم وأحمد وشادية)، كما ستمشي في زقاق المخيم.. ستتلمظ عندما ترى العم محمود العنبر وهو ينادي على تفاح العنبر المطلي بالألوان والسكر.. ستسمع صوت المسحراتي.. يا نايم وحد الدايم.. قوم لسحورك خلي النبي يزورك..

وفي ختام حديثها شددت أبو نبعة على أنك ستحفظ تفاصيل المخيم منذ نشأته.. والذي يبدأ بحارة الفدائية وينتهي بمقبرة الشهداء، كما ستترنم بصوت الشبابة والمحوز واليرغول.. ستدبك مع الشباب الدبكة الفلسطينية.. ستطالعك الجدران الملآى بصور الشهداء.

نردين عباس مطر أبو نبعة، التي ولدت في العاصمة الأردنية عمّان عام 1971 هي أديبة فلسطينية وكاتبة واعلامية متخصصة في أدب وثقافة وتعديل سلوك ومشاعر الاطفال العرب، حصلت على شهادة البكالوريوس في الشريعة من الجامعة الأردنية سنة 1992، لها صدر لها ثلاث روايات هي “قد شغفها حبا” و” رب إني وضعتها أنثى” و”باب العمود”.

فيما شغلت أبو نبعة عضوية لجان التحكيم في عدد من مسابقات الأطفال، وشاركت في ورشات لتدريب الأطفال على كتابة القصص، إلى جانب ورشات لتدريب المعلمين في إمارة دُبَيّ بالإمارات لتفعيل حصة التعبير وتعليم كتابة القصة والمقالة عبر اللعب، وهي عضوة في رابطة الكتّاب الأردنيين، ورابطة الأدب الإسلامي العالمية/ مكتب الأردن.

كما حازت على جائزة تقديرية في مسابقة العودة التي نظمتها مؤسسة “بديل” في رام الله عام 2011 عن قصتها “سر الدراجة”.

الرابط المختصر: https://fayzaboeed.com/vosd

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top