تلقى اللاجئون الفلسطينيون في سورية خبر غرق الهاربين من جحيم العيش في عرض البحر بأسى كبير، مستذكرين جميع أبنائهم وأقربائهم وخلانهم وأصدقائهم ممن ماتوا قصفاً وتعذيباً وغرقاً، ورغم أن أعدادهم تجاوزت 4 آلاف ضحية إلا أن خبر قضاء ثمانية أقمار فلسطينيين سوريين غرقاً قبل عدة أيام في بحر إيجة وقع عليهم كصاعقة وأدمى قلوبهم.
تعاطف اللاجئون الفلسطينيون في سورية مع ضحايا غرق القارب الذي مس مختلف شرائحهم وأعمارهم، بدا واضحاً من خلال تفاعلهم الكبير عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبروا عن أسفهم وحزنهم العميقين جراء وفاة ثمانية لاجئين فلسطينيين سوريين غرقاً، صابين جام غضبهم وسخطهم على منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية والجهات المعنية، التي بسببها بات حالهم من سيء إلى أسوأ، محملين جميع تلك الجهات المسؤولية الكاملة عن كل روح فلسطيني أزهقت نتيجة الحرب في سورية، وذلك بسبب عدم اكتراثها وإهمالها لهم، وغياب دورهم كحامي لأبناء شعبها.
محمد أحد اللاجئين الفلسطينيين كتب على صفحته الشخصية في الفيس بوك “منظمة التحرير تدعي بشكل دائم بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني! أين هي إذاً من الفلسطينيين في سورية؟ متسائلاً لماذا نأت بنفسها ولم تقدم لهم يد العون والمساعدة باعتبارها ممثلهم الرسمي ومرجعيتهم الوحيدة؟!
فيما قالت حنان ابنة مخيم حندرات: “إن الأقمار الفلسطينيين الثمانية الذين لقوا حتفهم غرقاً في غياهب بحر إيجة هربوا من قسوة الحياة وحنظلها في سورية، وأن جميع من بقي فيها يفكر في الهجرة منها لأن أمانيهم وأحلامهم باتت محصورة فقط في البحث عن فتات الخبز لإطعام أولادهم وتأمين معيشتهم”.
حادثة غرق الأقمار الثمانية والفاجعة التي حدثت جعلت ذاكرة يوسف أحد أبناء مخيم اليرموك تعود ليوم 16/12/2012 والضحايا الذين سقطوا جراء قصف طائرات النظام السوري لجامع عبد القادر الحسيني وإحدى المدارس التابعة للأونروا، قائلاً: “إن الأمر كان مفجعاً يومها أن يموت كل هذا العدد؛ واليوم أكثر إيلاماً لأن لكل واحد منهم قصة وأمل في حياة رغيدة ولكن البحر كان عدوهم الذي لا يرحم في هذه المرة.”
ومن نافل القول إن حادثة غرق السفينة وموت الفلسطينيين الثمانية أصبحت حديث الناس في الجلسات والحارات والمحال والمنازل ووسائل النقل، وانقسمت الآراء حولها، بين من ألقى اللوم عليهم ومن ترحم عليهم وبرر هجرتهم بأنها كانت الخيار الوحيد أمامهم للخلاص من مأساتهم.
يذكر أن مخيم السيدة زينب وجرمانا ودرعا كانوا الأكثر تأثراً وتفاعلاً مع غرق القارب في بحر ايجة بسبب وفاة عدد من أبنائهم في الحادثة.