نظم العشرات من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في محافظة درعا جنوبي سوريا، وقفة احتجاجية أمام مراكز منظمة “أونروا” في كل من مخيم “درعا” وبلدة المزيريب في ريف المحافظة الغربي.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا أن بلدة المزيريب ومخيم “درعا” شهدا، الخميس 2 من آذار، وقفة احتجاجية اعتراضًا على سياسة تعامل المنظمة مع الفلسطينيين سواء في المجال الدعم المالي والإغاثي.
منسق الوقفة الاحتجاجية في المخيم، فضّل عدم ذكر اسمه لأسباب أمنية، قال لعنب بلدي، إن مطالب المحتجين تركزت على رفع قيمة الإعانة المالية وتسليمها شهريًا لفلسطينيي المنطقة بناء على تسعيرة مصرف سوريا المركزي للحوالات الخارجية بسعر 7000 ليرة لكل دولار أمريكي.
وجاءت حالة عدم الرضا التي أدت إلى احتجاج نتيجة استمرار المنظمة بتسليم المخصصات المالية بناء على نشرة المصرف المركزي السابقة (4800 ليرة سورية لكل دولار واحد).
وأضاف أن الإعانة تسلّم لمرة واحدة خلال ثلاثة أشهر، بينما حددت مكاتب المنظمة مخصصات النازحين بـ148 ألف ليرة سورية (حوالي 20 دولارًا)، علمًا أن مخصصات النازحين في مناطق أخرى تعتبر أكبر من ذلك، وتُسلّم بالدولار.
وتُسلّم المخصصات المالية لفلسطينيي درعا عبر مكاتب شركة “الهرم” في درعا حصرًا، ما يخلق أزمة طوابير أمام مكاتب الشركة خلال فترة تسليم المخصصات.
ويُقدّر سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار اليوم بـ7350 ليرة مقابل كل دولار أمريكي، بحسب موقع “الليرة اليوم” المختص برصد حركة العملات.
رسالة المحتجين
رئيس المكتب الإعلامي في مجموعة “العمل من أجل فلسطينيي سوريا”، فايز أبو عيد، قال لعنب بلدي، إن هدف الاعتصام هو “المطالبة بإيجاد حلول لما يعانونه من واقع معيشي وإنساني صعب”.
وطالب المعتصمون في الرسالة التي سُلّمت، الخميس، إلى القائم بأعمال “أونروا” في المنطقة الجنوبية، أسعد حسين، بـ”رفع قيمة صرف المساعدة المالية على أن تُصرف شهريًا وبانتظام، وتعديل المساعدة الغذائية كمًا ونوعا بحيث تسد الحاجة الفعلية للعائلة، أو إيجاد حلول بديلة، مثل تقديم معونات غذائية عن طريق منظمات تدعمها الأمم المتحدة كمنظمة الهلال الأحمر.
ودعا المعتصمون الوكالة الأممية إلى تأمين فرص العمل للاجئين الفلسطينيين، لا سيما مع توفر “الكفاءات المشهود لها” في أوساط اللاجئين على الأصعدة المهنية، والعلمية، والفنية، وتقديم الدعم للمشاريع الصغيرة التجارية، والحرفية التي تكفل تأمين مصدر رزق للعائلة يسد حاجتها جزئيًا أو كليًا، ويوفر حياة مستقرة “بعيدًا عن شبح القلق والخوف من المستقبل”، بحسب ما قاله أبو عيد.
أزمة تمويل
تواجه منظمة “أونروا” أزمة تمويل منذ عام 2021، الأمر الذي يقوّض جهودها لتقديم الدعم الإنساني والتنمية البشرية لبعض اللاجئين الأشد عرضة للخطر في العالم، والذين تتزايد احتياجاتهم باستمرار.
وفي شباط 2022، حذّر المفوض العام للمنظمة، فليب لازاريني، من أن الوضع غير المستقر في تمويل المنظمة يؤدي إلى “زيادة اليأس والضيق والإحباط” في المخيمات الفلسطينية، خاصة في لبنان وسوريا وغزة.
ويعيش فلسطينيو سوريا في مناطق سيطرة النظام ظروفًا إنسانية صعبة في ظل غياب الخدمات وتراجع القدرة الشرائية لليرة السورية.
ويتركز وجود الفلسطينيين في درعا بمخيمات أهمها “درعا” و”المزيريب”.
ويُقدّر عدد اللاجئين الفلسطينيين المقيمين حاليًا في محافظة درعا جنوبي سوريا بنحو 18 ألفًا و400 لاجئ، بينهم 700 عائلة عادت إلى مخيم “درعا” عقب انتهاء الأعمال العسكرية، بحسب المكتب الإعلامي لـ”مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا”.