إلى أين نذهب بعد الحدود الأخيرة؟ أين تطير العصافير بعد السماء الأخيرة؟
بيت شعري للراحل محمود درويش ردده اللاجئ الفلسطيني السوري “علي وليد السكري ” عند اتصالي به لأعرف منه تفاصيل حكايته واعتقاله، وليصف به حاله حال آلاف الفلسطينيين السوريين الذين توالت عليهم النكبات وشردوا في أصقاع الأرض الأربعة.
علي الذي عايش كافة الأحداث المؤلمة التي ألمت بمخيم اليرموك من قصف وحصار وتجويع، وذاق ويلاتها ومرارتها، هُجر قسراً عام 2018 إلى الشمال السوري، فوجد نفسه بالعراء وفي ظل خيمة لا تقيه برد الشتاء ولا حر الصيف، بعد أيام معدودة استطاع دخول الأراضي التركية بطريقة غير نظامية وعاش فيها على أمل أن ينفض عنه غبار تلك الأيام القاسية التي أرقت حياته، لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، ووجد نفسه مجدداً في دوامة حياة لا ترحم ولا تذر، فتكاليف الحياة في تركيا أثقلت كاهله، وعدم وجود عمل دائم يقتات منه جعل أوضاعه المادية والاقتصادية مزرية و لا تطاق، وفي غمرة اليأس والإحباط قرر تغيير مكان إقامته والهجرة إلى قبرص اليونانية عل الحظ يبتسم له، ويجد فرصة للعيش الكريم.
اتفق علي مع أحد المهربين من أجل إدخاله إلى قبرص التركية، ومن ثم إلى قبرص اليونانية، وأثناء محاولته دخول أراضي الأخيرة تم اعتقاله من قبل شرطة الحدود يوم 7/ 10 من الشهر الجاري، واقتياده إلى السجن، بتهمة الخروج بطريقة غير نظامية.
بدوره وصف على خلال اتصال هاتفي معه أن تواجده بالسجن بالكابوس وأن كل يوم يمر عليه كأنه عام كامل، مضيفاً ما الذنب الذي أقترفته، ولماذا مكتوب علينا كفلسطينيين سوريين أن نعاني ونتألم، ومشتتين ومشردين، ألم يأن الآوان لأن نحيا حياة كريمة ونعامل كالبشر.
جدد على السكري المحتجز لليوم العاشر على التوالي مناشدة لكافة منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية، والسلطة الفلسطينية والجهات الرسمية التركية من أجل العمل على إطلاق سراحه وإيجاد حياة كريمة له ولأبناء شعبه، حتى لا يضطرون إلى التفكير بالهجرة والمخاطرة بحياتهم وخوض غمار البحر والموت على طرقات الهجرة.
يختم على حديثه معنا بالقول: “آن لنا العودة إلى وطننا الأصلي فلسطين فنحن نستحق حياة أفضل”.