هل يستغل الناشطون معاناة أبناء شعبهم لتحقيق مآربهم الشخصية

فايز أبو عيد

ثير وصول عدد من الناشطين الفلسطينيين السوريين إلى الدول الأوروبية عبر الممرات الإنسانية جدلًا وانتقادات واسعة من قبل بعض الناشطين الفلسطينيين السوريين، وفتح الباب مشرعاً أمام سيل من التساؤلات وإشارات الاستفهام حول عمل الناشطين واستغلال البعض منهم لمعاناة أبناء شعبهم والتسلق على أكتافهم لتحقيق مآربهم الخاصة، وإيجاد الخلاص الفردي لهم ولعائلاتهم عن طريق تواصلهم مع المنظمات الإنسانية لتأمين هجرتهم بحجة أن حياتهم في خطر.

 في حين يقع السواد الأعظم ممن ناصرهم وايدهم وصدق شعاراتهم الخلابة والرنانة ووعودهم الخلابية بالدفاع عنهم وعن حقوقهم، وأنهم طوق النجاة الوحيد لهم للخلاص من حنظل مأساتهم، ضحية مخططات هؤلاء الناشطين ومطية لهم ولمصلحتهم الشخصية غير أبهين بهم وبمعاناتهم وبأي شاطئ سترسو سفنهم.

بدورنا حملنا السؤال التالي “هل يستغل الناشطون معاناة أبناء شعبهم لتحقيق مآربهم الشخصية” والذي هو مثار جدل بين مؤيد ومعارض له إلى عدد من الناشطين وأصحاب التجربة في لجان العمل الأهلي وسبرنا أراءهم حول هذه الظاهرة القديمة الجديدة علنا نجد جواب يشفي غليل السؤال المعتلج في الصدور.

فرصة ذهبية

شبه الصحفي “فارس أحمد” استغلال اللاجئ الفلسطيني السوري في لبنان من قبل بعض الناشطين والمؤسسات التي تعتمد باستمرارها على الأنشطة والمشاريع الوهمية بالفرصة الذهبية، منوهاً إلى أن تهجير الفلسطيني عامة والفلسطيني السوري خاصة إلى اصقاع الأرض ما هو إلا مشروع جديد لدى هؤلاء كي يزيدوا من ثرواتهم ويحققوا المزيد من المكاسب الشخصية على حساب معاناة وأرواح اللاجئين الذين يشبه حالهم حال الغريق الذي يريد أن يتمسك بقشة كي ينقذ حياته. 

ناشطون تنحني لهم الهامات

بدوره اعتبر الناشط أحمد برغيس ناشط عايش حصار مخيم اليرموك أنه من الإجحاف أن ننقل صورة سيئة عن جميع الناشطين، مشيراً إلى أن هناك ناشطين تنحني لهم الهامات، مدللاً على ذلك ما قام به عدد من الناشطين من جهود جبارة لخدمة أبناء شعبهم في مخيم اليرموك، رغم تعرضهم للملاحقات الأمنية والاعتقالات والاغتيالات.

واستدرك أحمد قائلاً بالطبع هناك بالمقابل، بعض من الناشطين هم وصم عار على جبين أبناء شعبهم، خاصة منهم من باع نفسه للمنظمات الدولية التي أتبعت سياسية الإفساد مع بعض الناشطين من خلال تقديم مبالغ مالية كبيرة من دون وجود أي آليات للمحاسبة والمكاشفة، مما ساعد بعض الناشطين أو العاملين بالشأن العام من تكوين ثروات مالية كبيرة ونسج علاقات أمنية مخابراتية كان لها دور كبير في المشهد الفلسطيني السوري.

وأضاف احمد دائماً ما أثارت قضايا الناشطين في المجال العام حفيظة المجتمع الفلسطيني، وذلك بسبب السلوكيات المشبوهة لبعضهم، وكذلك جراء تحميل الأهالي جزء من معاناتهم لهؤلاء الأشخاص لكونهم كانوا محل ثقة لهم،  وغياب المرجعية الفلسطينية والمؤسسات الوطنية،  حيث استطاع العاملين في المجتمع المدني التأثير بشكل كبير على مجتمعهم وسط حالة الفراغ الكبيرة التي تعيش بها المخيمات الفلسطينية والتجمعات أن كان في سوريا أو في لبنان، وذلك من خلال تمكن هؤلاء الاشخاص من سد جزء من احتياجات الناس أو من خلال طرحهم قضايا مطلبيه يطمح لها الأهالي .

ظاهرة قميئة

الناشط الفلسطيني السوري “محي الدين أبو إسلام” المهجر في مخيم عين الحلوة يعبر عن أسفه لانتشار هذه الظاهرة القميئة، ويقول :” للأسف يتسلق المنسلخون عن الإنسانية المدعين أنهم ناشطون على معاناة الناس يلعبون بأحلامهم، و يمسكونهم من اليد التي تؤلمهم بحجة الانتصار لهم، في حين تمكن بعض الناشطين من جمع أكبر عدد من المؤيدين حولهم ليعتصموا أمام السفارات بطرق استفزازية مبطنة،  و على الأغلب أنهم يعلمون أن هذه الطرق ستؤدي للتصادم مع الغير، مدللاً بذلك ما حدث الاعتصام الذي نفذه عدد من فلسطينيي سورية أمام السفارة الفلسطينية في لبنان تلبية لدعوة أحد الناشطين الذي كان يمنيهم ويعدهم بالهجرة وتعرضهم للضرب من قبل الاجهزة الامنية و القوى الفلسطينية، منوهاً إلا أن الغريق يتعلق بقشة، وهكذا كان تعلقهم بهذا الناشط على أنه المخلص لهم من مأساتهم و معاناتهم، إلا أنه للأسف الشديد استغل ثقة من أيده و اختار أن ينقذ نفسه وعائلته.

غياب المرجعية أدى لظهور المتسلقين

أما الناشط محمد شعبان أعتبر غياب المرجعية الفلسطينية بشكل عام، وتهميش اللاجئين الفلسطينيين المهجرين قسراً من سوريا إلى لبنان بشكل خاص، والتغافل عن معاناتهم والمحاولات الفاشلة من فصائل منظمة التحرير التي تعد نفسها الممثل الشرعي للشعب الفلسطيني لدمج هذه الشريحة من الفلسطينيين مع فلسطينيو لبنان لإخلاء مسؤوليتهم الإنسانية والأخلاقية تجاه الفلسطيني السوري المنكوب،  أدى إلى خلق فرصة ثمينة لضعفاء النفوس للتسلق على معاناة اللاجئين لتحقيق مآربهم الشخصية، ونيل ثقة المستضعفين البسطاء من المهجرين الحالمين بهجرة تضمن لهم ولأبنائهم حياة كريمة، بعيدة عن الذل والخذلان الذي يتعرض له اللاجئ يومياً في دول باتت أشبه بسجن كبير، لا يحصل فيه اللاجئ على ادنى مقومات الحياة.

الرابط المختصر: https://fayzaboeed.com/q3uu

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top