فايز أبو عيد
أربعاء 14 أيار 2014
يعاني اللاجئون الفلسطينيون السوريين في مخيم السايبر سيتي على الحدود الأردنية السورية من تردي أوضاعهم الإنسانية والمعيشية وخاصة من ناحية الإقامة والحماية، وقد أكد أحد قاطني المخيم في رسالة بعثها لمجموعة العمل بأن السلطات الأردنية قامت بإعادة عدد من اللاجئين الفلسطينيين الفارين من جحيم الحرب في سورية إلى خارج الحدود الأردنية أو إعادتهم إلى سورية بحجة التوطين والوطن البديل، وكانت السلطات الأردنية قد رحلت مؤخراً أو الشاب”عياش الشمالي” إلى فلندا قسراً بعد اعتقال دام لأكثر من عامين.
يمارس الأردن وفقاً لـ (الأونروا ومنظمة العفوالدولية) تمييزاً مجحفاُ بحق اللاجئين الفلسطينيين السوريين حتى بالمقارنة مع اللاجئين السوريين أنفسهم. ويفرض قيوداً غير واجبة على دخول الفارين من سورية الى أراضيها، وهي بذلك تنتهك القانون الدولي حيث تعمل على إعادة اللاجئين قسراً الى مناطق الحرب، وتعرّض المتواجدين حالياً الى الاعتقال التعسفي، في ظل تخوفات من تزايد اعداد اللاجئين وتشكيلهم تهديداً للأمن، علماً ان السلطات الأردنية رفضت رسمياً استقبال اللاجئين الفلسطينيين القادمين من سورية، وتم احتجاز من دخلوا البلاد في مجمع “سايبر سيتي”، كما توقعت الأونروا مصيراً أشدّ إيلاماً” للاجئين الفلسطينيين في سوريا، موضحة أن هناك تقارير تتحدث عن وجود مئات اللاجئين الفلسطينيين على الجانب السوري على الحدود مع الأردن.
كما يشتكي اللاجئون من شح المساعدات المالية المقدمة لهم من وكالة الأونروا حيث لم تتجاوز (22دينار) لكل فرد، هذا جُل ما حصل عليه حتى الآن اللاجئون الفلسطينيون الذين نزحوا من سوريا إلى الأراضي الأردنية، كما يعانون من إهمال المنظمات الدولية والأونروا ومنظمة التحرير والسفارة الفلسطينية في عمان لأوضاعهم مما زاد من مأساتهم ومعاناتهم.
وبناءاً على ذلك يطالب اللاجئون الفلسطينيون في معسكر سايبر سيتي الذين يعانون التهميش والنسيان من قبل كافة الأطراف الدولية و منظمات حقوق الإنسان والأونروا ومنظمة التحرير والفصائل الفلسطينية، بحل مشكلتهم ومد يد العون والمساعدة لهم، حيث يشعرون بأنهم معزولون عن العالم الخارجي ويعاملون معاملة المعتقلين في معسكر أشبه بمركز اعتقال أمني مغلق.
يذكر أن معسكر السايبر سيتي هو في الأصل عبارة عن سكن للعمال الصينيين الذين كانوا يعملون في مدينة التكنولوجيا والعلوم ، و يعيش فيه 455 لاجئ من السوريين والفلسطينيين ،الذين غادروا الأراضي السورية هربا من سوء الأوضاع الأمنية التي تشهدها سوريا منذ أكثر من ثلاث سنوات، وهو يخضع لإجراءات أمنية مشددة بخلاف باقي معسكرات اللاجئين الموجودة في الأردن، حيث يعاني اللاجئون داخل المخيم منذ أكثر من عامين حرمانا من الحق في حرية التنقل ،والحصول على بطاقة تعريف ، هذا إضافة إلى أن المبنى الذي يعيشون فيه غير صالح للحياة الآدمية، حيث أن كل أسرة تعيش في غرفة مساحتها 4x 3 أمتار دون وجود أبواب للغرف ولا يوجد فيها شبابيك ، زيادة على أن الحمامات مشتركة ، وغير صالحة للاستخدام ، وهو ما عبر العديد من اللاجئين عن معاناتهم في هذا الجانب.