فايز أبو عيد
عادت الذاكرة بالحاج أبو فيصل ومن معه من كبار السن إلى قراهم في سهل الحولة في لواء الجليل، تلك القرى التي كانوا قد هجروا وطردوا منها قبل أربعة وستين عاما، أبو فيصل ابن الثمانين لاجئ فلسطيني من قرية العبسية والذي جلب حفيده معه وحمل مفاتيح وكواشين أرضه دمعت عيناه عندما رأى مرابع الصبا وهزه الشوق والحنين للوطن، وتنسم من خلالها عبق فلسطين ورائحة ترابها، هذه المشاعر اختلطت عند أبو فيصل أثناء مشاهدته للفيلم الوثائقي الذي عرضه تجمع العودة الفلسطيني واجب بالتعاون مع لجنة فلسطين من أجل العودة (سنعود) يوم السبت 2012/5/19 عن قرى سهل الحولة ضمن الحملة الوطنية للحفاظ على الهوية الفلسطينية “انتماء” في مخيم جرمانا وذلك في مهرجان يوم القرية الفلسطيني (قرى سهل الحولة).
افتتحت الفعالية بتلاوة آيات من القرآن الكريم، وقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء، بداية ألقى مسؤول قسم التوثيق والتاريخ الشفوي في تجمع واجب ” أحمد الباش” كلمة استهلها بالترحيب بأهالي قرى سهل الحولة والحضور الكريم، وتطرق الباش إلى أهمية الشراكة والتعاون في إقامة الفعاليات والنشاطات التي تصب جميعها بهدف إبقاء فلسطين شعلة متقدة بقلوب أبنائها والتمسك بالعودة إليها، ثم عرج للحديث عن أهمية إقامة مهرجان (قرى سهل الحولة) قائلاً: “إن أهمية المهرجان تأتي من كون أن أهالي قرى سهل الحولة يشكلون 35% من تعداد اللاجئين الفلسطينيين في سورية، وليس هذا وحسب وإنما ما قدمه أهالي قرى سهل الحولة من شهداء في سبيل الدفاع عن فلسطين وتحرير أرضها”
وتناول أهمية الذاكرة الشعبية والتراث الشعبي والتاريخ الشفوي في إبراز الهوية الفلسطينية، منوهاً إلى أهميتها البالغة في المحافظة على الهوية والأرض والحضارة، من أجل ذلك عمل تجمع واجب على تنشيط الذاكرة الفلسطينية وإحياء القرى المدمرة.
وختم كلمته بدعوة أبناء الشعب الفلسطيني بالحفاظ على أي مستند أو ورقة أو كوشان للأرض موجودة لدى كبار السن، لأنها أحدى مفاتيح عودتنا إلى أرضنا وبها ندحض مزاعم الكيان الصهيوني بأن “فلسطين أرض بل شعب لشعب بل أرض”.
وفي سياق فقرة خصصت لجيل النكبة من أبناء القرية، أدار حسين عليان حواراً مع شهود النكبة من الرجال والنساء من أهالي القرية، تطرق كلّ منهم خلاله للحديث عن جانب من الجوانب التي عاشها أبناء القرية متضمنة العلاقات بين أهل القرية وعاداتهم وتقاليدهم والدور الذي كان يقوم به وجهاء القرية في حلّ الخلافات في حال حدوثها بين أبناء القرية، إضافة إلى مشاركة أهالي القرية في الدفاع عن أرض قريتهم.
تضمن المهرجان أيضاً عرض فيلم وثائقي عن قرى سهل الحولة، ومعرض صور للقرى قبل النكبة وبعدها، و تخلل المهرجان فقرة غنائية تراثية مميزة، كما تم توزيع قطع من حلويات قرى سهل الحولة صنتعها نساء القرية.
اختتم المهرجان بتكريم شهود النكبة من أهالي القرية من قبل التجمع ولجنة سنعود، فيما بادر أهالي قرى سهل الحولة بتقديم كلمة شكر لتجمع العودة الفلسطيني (واجب) ولجنة سنعود على دورهم في التذكير بحق العودة.
الجدير ذكره أنه حضر المهرجان ممثلين عن الفصائل الفلسطينية وممثلين عن لجان حق العودة، وحشد كبير من أهالي قرى سهل الحولة والقرى الفلسطينية الأخرى وأبناء المخيم.