الفلسطينيون عبر غينيس.. احذروا أننا هاهنا.. باقون مقاومون

فايز أبو عيد

لأن الصراع مع الكيان الصهيوني بات مشرعاً في كل الاتجاهات ، ولأن هذا الكيان لا يعدم الوسيلة للسيطرة على الأرض والتراث والحضارة وحتى الثقافة، لكي يبرر وجوده واغتصابه لفلسطين ويثبت أن له تاريخ وجذور ضاربة في أعماق هذه المنطقة ولأنها حرباً حضارية وثقافية وحرب وجود أو لا وجود، لهذا كله كان لزاماً على الفلسطينيين والعرب مقاومة الكيان الصهيوني ومجابهته ليس بالسلاح فقط وإنما بابتداع أساليب وأنواع أخرى للمقاومة لكشف زيفه وتحريفه للحقائق والتاريخ وبالفعل لجأ الشعب الفلسطيني إلى ابتداع وسائل للمقاومة لم تكن تخطر ببال هذا العدو الغاصب فاتاه من الجو من خلال الطائرات الشراعية وبرز له من باطن الأرض عبر الأنفاق، وحاربه بسلاح المقاطعة، ومقاومة التطبيع وثقافته، وتمسكه وحفاظه على الثوابت والهوية الوطنية الفلسطينية ولم يكتف الشعب الفلسطيني بذلك بل حاول أن يستغل أي حدث عالمي لكي يعرف العالم أجمع بمعاناة وآلام وأمال هذا الشعب الذي يرزح تحت نير احتلال همجي بربري لا يرحم ، فكانت موسوعة غينيس للأرقام القياسية أحد هذه المنابر التي يمكن من خلالها مخاطبة العالم بلغة حضارية ـ حسب ما يريدون ـ ولإبراز الوجه والعمق الحضاري والتاريخي للقضية الفلسطينية، وللبرهنة على عراقة المجتمع الفلسطيني وموروثه الثقافي والحضاري الممتدة إلى آلاف السنين .

الفلسطينيون وموسوعة غينيس:

الخليل تحتفل بدخولها موسوعة غينيس بأكبر ثوب في العالم، بعد التبولة والكنافة رام الله تستعد لدخول غينيس بأكبر طبق مسخن بالعالم”، أطفال غزة يدخلون موسوعة غينيس للأرقام القياسية عبر تحطيمهم الرقم القياسي في (طبطبة) كرة السلة وبعدها بأسبوع بإطلاقهم 7202 طائرة ورقية في تحد للحصار الإسرائيلي المفروض عليهم ، هنا يتبادر السؤال إلى ذهن الكثيرين الكثيرين هل بالتبولة والكنافة وأطول ثوب وأكبر طبق مسخن وطبطبة الكرة و تطيير الطائرات الورقية سنقاوم ونحرر فلسطين من يد هذا العدو الغاشم المعتدي؟ وما الفائدة المرجوة من دخولنا أو عدم دخولنا موسوعة غينيس؟ هل بدأنا نفرغ الصراع العربي الإسرائيلي من مضمونه الجوهري ونلجأ لقشور الأمور ،أم لم يعد لدى العرب عامة والفلسطينيين خاصة المقدرة على حمل السلاح والمقاومة فلجوؤا إلى أضعف الإيمان ألا وهو المقاومة عبر غينيس، أسئلة مشروعة في ظل هذا التراجع والانقسام الذي تعيشه الساحة الفلسطينية والانهزام العربي بين معتدل وبين مقاوم متمسك بالثوابت الوطنية ،هنا يكمن جوهر القضية ولب السؤال الحقيقي الذي يجب أن نطرحه على أنفسنا ،أنبقى خاضعين خانعين مقهورين مستسلمين لسطوة هذا الكيان الغاصب الحاقد الذي يقدم على سرقة تراثنا وتاريخنا وحضارتنا وهل نقف مكتوفي الأيدي وهو يحاول أن ينسب كل شيء باسمه حتى أن قرص الفلافل والمسبحة والدبكة الفلسطينية والتبولة و..، لم تسلم من شره ونسبها له، هذا عداك عن الهجمة الشرسة التي يقوم بها لتهويد القدس ومحو معالمها العربية والإسلامية ناهيك عن محاولاته المستمرة لتدمير المسجد الأقصى وإقامة دولة يهودية خالصة ،أليس من الأجدى أن نقاوم ولو بأضعف الإيمان هذا المشروع الصهيوني الذي يريد طمس معالم هويتنا العربية والإسلامية ، أم ندعه يسيطر على الأرض ويشوه كل شيء تاريخي نفتخر بانتمائنا له ، أن شعبنا دخل التاريخ منذ آلاف السنين على هذه الأرض المقدسة، ولن يستطيع احد اقتلاع جذوره، ولا فصله، عن ثقافته وعن تاريخه وعن أرضه، ، او تراثه.”

من نافل القول أن المقاومة الفلسطينية قد نختلف بأشكالها وأنواعها وأساليب عملها إلا أن لها هدف واحد ،هو تحرير الأرض والإنسان من براثن هذا المغتصب، فبغض النظر عن الوسيلة همنا الغاية ،والغاية لا يمكن تحقيقها إلا إذا تضافرت وتوحدت كل الجهود من أجل تحقيقها ،وخلاصة القول جاءت على لسان أحد المشاركين والقائمين على صناعة العلم الفلسطيني كأكبر علم في العالم عندما سألته عن الهدف من صناعة هذا العلم فأجاب: ” همنا وهدفنا الأساسي لفت انتباه العالم إلى قضية الشعب الفلسطيني ومعاناته في الداخل والخارج، والتأكيد على حق هذا الشعب في العودة إلى دياره وممتلكاته، وكذلك إرسال رسالة للعدو الصهيوني لنقول له: احذر إننا هنا وما نزال موجودين مقاومين متمسكين بحقنا في العودة إلى ديارنا، يجمعنا حب فلسطين تحت راية الوحدة الوطنية ويكللنا علمها، ونتنسم عبقها وعبق ترابها وبياراتها ، وأضاف إن آخر تفكيرنا هو تحطيم الأرقام القياسية ودخول موسوعة غينيس .

أخيراً نستطيع الجزم أن ” الكيان الصهيوني ” لم ولن يستطع أن يبطل مشروعية نضال الشعب الفلسطيني من أجل الحق الإنساني البسيط والمعترف به في كل مكان وزمان ،الحق في العيش بكرامة وعزة في ظل دولته المستقلة أسوة بكل شعوب الأرض .كما لن يتمكن ،من إبطال المقولة المشهورة للزعيم الأفريقي ” نيلسون مانديلا” ،” بان نضال الشعب الفلسطيني هو قضية الضمير العالمي بالدرجة الأولى في العالم” ،وبناء عليه يمكن القول : أنه بمجرد دخول الشعب الفلسطيني في سجل غينيس هو نصر للقضية الفلسطينية, وهو بحد ذاته أحد أشكال النضال والمقاومة وأن اختلفت وجهات النظر في ذلك .

الرابط المختصر: https://fayzaboeed.com/xdic

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top