فايز أبو عيد – مجموعة العمل
المتتبع لأحداث مخيم اليرموك يرى بوضوح بأن تصاعد وتيرة الاغتيالات والاختطاف مرتبط بتصفيات الحسابات الميدانية داخل اليرموك وابرام اتفاقيات المصلحة مع النظام السوري أو قرب أي حل يفضي بإخراجه من أتون الصراع الدائر في سورية أسوة بالمناطق المجاورة له (يلدا – ببيلا – بيت سحم) التي وقعت هدنة مع النظام السوري، واليوم لم يكن اغتيال الناشط الفلسطيني الشاب “بهاء الأمين” على يد مجهولين حيث تم قنصه قرب حاجز “المخبز الآلي” في مخيم اليرموك ، إحداها في الرأس وأخرى في يده اليمين، إلا تأكيداً على أن هناك يد عابثة تريد أن لا يخرج اليرموك من دائرة الاستهداف والحصار والقتل، وبالعودة لتفاصيل المرحلة السابقة يرى المراقب أن جميع من تعرضوا لحالات الاغتيال أو الاعتقال هم أصحاب المبادرة بحياد مخيم اليرموك وإبعاده عن تجاذبات واستقطابات الحالة السورية بين الحكومة والمعارضة المسلحة.
تشير الاحصائيات الموثقة لمجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية أن 17 ناشطاً تم اغتيالهم منذ بدء الأحداث في سورية هم عضو تجمع أبناء اليرموك “بهاء صقر” الذي اغتيل يوم 2/ أغسطس – آب /2014 جراء إطلاق النار عليه من جهة مجهولة وذلك أثناء تجوله في عند شارع اليرموك الرئيسي بالقرب من مسجد الوسيم، نقل على إثرها مشفى فلسطين حيث قضى هناك متأثراً بإصابته، أما يوم 17 حزيران – يونيو/ 2014 فقد تم اغتيال الناشط الإغاثي وعضو تجمع أبناء اليرموك والمجلس المدني لمخيم اليرموك “أبو العبد خليل” من قبل مجموعة مسلحة داخل المخيم، وبنفس الطريقة اغتيل” علي الحجي” يوم 29/11/2014 وذلك اثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مجهولين أثناء تواجده في حي العروبة جنوبي مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق. فيما أقدم مجهولون يوم 20/آب/2014 على اغتيال شابين من أبناء مخيم اليرموك هما: “أحمد السهلي” وذلك بعد خروجه من صلاه العشاء في حي العروبة، و”عبد الله ابراهيم ” الملقب بأبي عدي”. كما اغتالت “داعش” أبو الخير الخطيب” برصاصة بالرأس قرب جامع فلسطين. اغتيال “محمد قاسم طيراوية” مسؤول حركة فتح في مخيم اليرموك يوم 23/ ديسمبر ــ كانون الأول/2014 جراء إطلاق النار عليه من قبل شخص مجهول الهوية أثناء تواجده بالقرب من شارع “30”، كانت يد الغدر الأثمة قد امتدت لتطال يوم 20/ ديسمبر – كانون الأول /2014 الناشط الإغاثي “محمد عريشة” (45 عاماً) والملقب “أبو العبد عريشة” مسؤول تجمع أبناء اليرموك حيث أقدم مجهولون بإطلاق النار عليه بالقرب من مكتبه في شارع لوبية، ما أسفر عن إصابته بجروح بالغة الخطورة ومن ثم وفاته.
وأخيراً يمكن القول إن الهدف من اغتيال الناشطين في مخيم اليرموك يصب في بقاء المخيم رهينة الدمار والقصف والقتل والحصار، وعدم عودة سكانه إليه والمحافظة على وضعه الحالي وبقائه يدور في حلقة مفرغة وذلك من أجل مكاسب شخصية وفصائلية ضيقة وتحقيق انجازات على حساب لقمة عيش أهالي اليرموك.