فايز أبوعيد – مجموعة العمل
تمنى عمار أبوعيد الشاب الفلسطيني المفعم بالحيوية والنشاط، والذي يجري حب فلسطين بعروقه في مسيرة العودة الثانية يوم 5/ 6/ 2011 كان يتقدم مع الشباب باتجاه الساتر الترابي كي يجتازه ويدخل أرض مجدل شمس التي عندما شاهدها لم يشعر بنفسه إلا وهو يسير باتجاهها وكأنه يسير إلى فلسطين، كان تحت تأثير حب فلسطين، فحمل روحه في يده وبدأ يزحف كي يصل إلى تخوم الوطن الذي طالما سمع عنه وعشقه في قلبه وعقله، وكأن لسان حاله يقول “أنا الفلسطيني أغمد بالأرض جراحي ليستفيق النهر ويعربد في غضب، أصوغ من لحم المكان اسمي، ومن عبق البارود صوتي، وأقف بيني وبين موتي يكبر السؤال، حالماً بالعودة إلى ميراث آبائي وأجدادي، فكيف لي أن أنسى حقي في أرض فلسطين؟”، إلا أن رصاصات الغدر الصهيوني كانت له بالمرصاد، فقاموا بإطلاق النار عليه فأصابوه بقدمه، ورغم ذلك تقدم وما كان منهم إلا أن أطلقوا رصاصة ثانية على قدمه عندها لم يستطع التقدم أكثر ونقل على الفور إلى مشفى أباظة في القنيطرة لتلقي العلاج،
عندما زرت عمار في البيت الذي يقطنه في مخيم اليرموك كان لا يزال يردد لو أنني استطعت أن أدخل إلى مجدل شمس لأقبل ترابها، كان تقبيل تراب المجدل عنده كأنه قبل تراب فلسطين لأنه لا فرق عنده فهي جميعها أرض محتلة من قبل كيان غاصب.
في شهر آذار من عام 2011 بدأت الأحداث تتصاعد في سورية وبدأ التحرك الشعبي للمطالبة بحقوقهم الشرعية، عمار مثله مثل أي فلسطيني يعيش في سورية اتخذ الحياد الإيجابي الذي يريد أن يرأب الصدع ولا يقود البلاد إلى الدمار فقام بمساعدة الأهالي النازحين عن مناطقهم جراء تدهور الوضع الأمني عندهم، وما كان منه هو وعدد من رفاقه إلا أن يقوموا بتوزيع الخبز المجاني على هؤلاء النازحين الذين كانوا يقطنون في المدارس والجوامع والحدائق، إلا أن هذا التصرف لم يعجب عناصر الأمن فاعتقلوه يوم 20/ 12/ 2012 بتهمة انتمائه للمجموعات المسلحة وقاموا بتعذيبه حتى الموت.
لقد وقع نبأ استشهاد عمار على أمه كالصاعقة عليها، ولم تصدق الخبر في البداية. كانت شاردة الذهن لم تستوعب ما يجري حولها، لكنها بعد برهة حمدت الله الذي منّ على ابنها بهذه الشهادة، بعد أن شعرت بأن السماء والأرض تحتفيان باستشهاده.