فايز أبو عيد – لاجئ نت
لملم أشياءه وذكرياته وجاء إلى لبنان هرباً من موت محتم وعندما وطأت قدماه أرض لبنان قرر أن يترك وراءه هموم الكون جميعها وذكريات الحرب الأليمة في سوريا، فبدأ رحلة الاصطياف لينسى ويلات ما تعرض له، أول ما قام به هو نصب خيمة على شاطئ البحر وكتب عليها نازح فر من الجحيم الى النعيم.
هي الحياة اعتقد أنها تبسمت له في اليوم الأول لقي الترحاب والكرم الطائي،
في اليوم الثاني أصبح محط حسد وكره.
في اليوم الثالث بدأ يدق له أول إسفين في نعش خيمة رافقته منذ أن ولد.
في اليوم الرابع هبت رياح عاتية لتزعزع أوتاد خيمته.
في اليوم الخامس هاج البحر وماج فاقتلع الخيمة من جذورها.
وقف وحيداً وهو يمعن في وجه الجموع التي تنظر إليه نظرة الإشفاق والعطف، منهم من ندد، ومنهم من التقط معه بعض الصور التذكارية، ومنهم من ألقى كلمات مواساة، وبعدها غادر الجميع ليجد نفسه من جديد وحيداً
فكتب على رمال البحر لاجئ ابن لاجئ ابن لاجئ سأموت وأنا لاجئ ولكن لن أنسى بأن لي وطن أعشقه وأتمنى العودة إلى ترابه مهما كانت الصعوبات.
عندها رنا بنظره إلى البحر فرأى موجة كبيرة آتية باتجاهه غمرت الموجة شاطئ ، وعندما انحسر الماء عن الرمال اخذ معه كل أمانيه ولكن حلم العودة إلى فلسطين ما زال جذوة في قلبه لا تطفئها مياه عابرة أو كيان زائل.”